اخبار المغرب

امتحانات مدارس الريادة تثير مخاوف الأسر وتهدد تكافؤ الفرص بين التلاميذ

أثار اعتماد الامتحان الوطني في مدارس الريادة بدلا من الامتحان المحلي، المقرر في الإطار المرجعي لشهادة الدروس الابتدائية، جدلا واسعا في أوساط المهتمين بالشان التربوي بالمغرب.

وقررت وزارة التربية الوطنية إجراء الامتحان الموحد على الصعيد المحلي لتلاميذ السنة السادسة في جميع مؤسسات الريادة يومي 21 و22 يناير 2025، مع توحيد البرمجة عبر المديريات الإقليمية. وسيجتاز التلاميذ مواد اللغة العربية، التربية الإسلامية، النشاط العلمي، والأمازيغية في اليوم الأول، بينما سيخصص اليوم الثاني لمواد الرياضيات، الاجتماعيات، واللغة الفرنسية. وأكدت الوزارة على إجراء الامتحانات بالمؤسسات الأصلية للتلاميذ، مع مراعاة المساطر التنظيمية المعمول بها.

وعلى خلاف المدارس العادية التي تعتمد امتحانا محليا يعده أساتذة المؤسسة، سيخضع تلاميذ مؤسسات الريادة لامتحان وطني موحد في مواد اللغة العربية، الرياضيات، واللغة الفرنسية، حيث ستتولى المراكز الإقليمية استنساخ مواضيع الامتحان المرسلة من المركز الوطني للامتحانات. أما المواد المتبقية، فسيتم إعدادها محليًا من قبل أساتذة المؤسسات نفسها.

وفي هذا السياق، قال الباحث في قضايا التربة والتكوين والسياسات التعليمية، سعيد اخيطوش، إنه في الوقت الذي سعى النظام التربوي المغربي من خلال سنوات طويلة من العمل والمثابرة إلى الخروج بضوابط تقويمية وأطر مرجعية تشكل منظومة، متفق عليها، من التدابير والضوابط المشكلة لنظام إشهاد وطني يتم بموجب استيفاء المتعلم والمتعلمة لمتطلباته وأهدافه حصوله على الشهادة المطابقة لما تم استيفاؤه.

وأضاف أخيطوش ضمن تصريح لـ”العمق”: و”هو ما يخول له ولوج السلك الموالي أو التوجه إلى مؤسسة من مؤسسات الاستقطاب الموالي للشهادة المحصلة، نجد بأن مشروع مدارس الريادة قد تصرف في هذه المنظومة التقويمية بشكل غير متوافق حوله بين المغاربة أو على الأقل الهيئات الممثلة لهم.

وأوضح الخبير التربوي، ” أن شهادة الدروس الابتدائية التي سيحصل عليها المتعلم بمدرسة الريادة لا تطابق التدابير والأهداف المنصوص عليها في الإطار المرجعي لهذه الشهادة، علما أنه محدد من قبل نفس الوزارة ضمن مذكرات وزارية تحمل الأرقام من 18.24 إلى 21.24 بتاريخ 19 فبراير 2024 (في أخر نسخة لهذا الإطار المرجعي).

ويرى أخيطوش، أنه،  خلال مراسلة الكاتب العام للوزارة إلى مديرة ومديري الأكاديميات الجهوية تحت رقم 25/13 بتاريخ 02 يناير 2024، نجد بأن متعلم مدارس الريادة سيجتاز مرة أخرى امتحانا خاصا يتم اعتماد الصيغة الوطنية لإجرائه بدل الصيغة المحلية المنصوص عليها في موضوع المراسلة نفسها والتي حملت تناقضا غريبا من خلال إشارة موضوع المراسلة إلى كونها خاصة بمواعيد ومواقيت إجراء الامتحان الموحد المحلي للسنة السادسة بينما متن المراسلة نفسها حدد صيغة الامتحان في كونها وطنية في النقطة الثالثة في مواد اللغة العربية والرياضيات والفرنسية.

ومن ضمن ما ذكره المتخصص في الشأن التربوي ذاته أن مراجع المراسلة تشير إلى مقرر وزير التربية الوطنية 18.23 الصادر في 10 ماي 2023 في شأن تنظيم امتحانات نيل شهادة الدروس الابتدائية علما أن هذا المقرر يهم الامتحان الإقليمي لنيل الشهادة والذي يتم إجراؤه في نهاية الموسم الدراسي، وليس الامتحان المحلي الموحد على صعيد المؤسسة.

وأضاف أن القرار الوزاري رقم 2383.06 المشار إليه في مرجع المراسلة ينص بشكل صريح في مادته الثالثة على تنظيم امتحانات نيل شهادة الدروس الابتدائية بالنسبة للمترشحين الرسميين باعتماد امتحان كتابي موحد على الصعيد الإقليمي ينظم في ختام السنة السادسة من التعليم الابتدائي وامتحان كتابي موحد على صعيد المدرسة الابتدائية ينظم في ختام النصف الأول من السنة السادسة من التعليم الابتدائي ثم احتساب المراقبة المستمرة لمواد السنة السادسة من التعليم الابتدائي.

وأكد المتحدث ذاته،  أنه في الوقت الذي دعا فيه القانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي في النقطة الأخيرة من المادة 35 إلى وضع إطار وطني مرجعي للإشهاد والتصديق، يتضمن على الخصوص قواعد ومعايير تصنيف وترتيب الشهادات، والتصديق على المكتسبات المهنية والحرفية، تعده هيئة وطنية مستقلة تحدث لهذا الغرض، تمثل فيها مختلف قطاعات التعليم والتكوين والمنظمات المهنية، وذلك بنص تنظيمي. نجد بأن القائمين على مشروع مؤسسات الريادة يفضلون التصرف بمفردهم في اعتماد ضوابط تقويمية تسير في اتجاه مخالف لما ينص عليه القانون.

وختم اخيطوش تصريحه متسائلا: “هل ستكون شهادة الدروس الابتدائية المحصلة بمدارس الريادة مطابقة لمثيلتها بالمدارس العمومية؟ وهل سيستطيع متعلم مدرسة الريادة ولوج الإعدادية العسكرية مثلا إسوة بالمتعلم القادم من مؤسسة عادية ونحن نعلم بأن التعلمات المكتسبة تختلف فيما بينهم؟ وهل سيستطيع مسايرة التعلم في إعدادية عادية من هو قادم من مؤسسة الريادة إلى جانب أخرين من مدارس عادية؟ والسؤال الأعمق من خلال الرجوع للمنهاج الوطني الذي يحدد الحصول على شهادة الدروس الابتدائية شرطا أساسيا للالتحاق بالسلك الإعدادي، هل يمكن اعتبار متعلم مدرسة الريادة حاصلا على هذه الشهادة من خلال الاحتكام لإطارها المرجعي؟”.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *