اليوم العالمي للمتبرعين بالدم يجدد طرح معادلة تحقيق الاكتفاء وإنقاذ الأرواح
السبت 15 يونيو 2024 06:00
على غرار باقي دول العالم يحتفل المغرب، اليوم الجمعة، باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي يُصادف 14 يونيو من كل سنة، وهي المناسبة التي اختارت لها منظمة الصحة العالمية شعار “20 عاما من الاحتفال بالتبرع بالدم.. شكرا لكل المتبرعين”.
ويحتاج المغرب، وفق معطيات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أكثر من ألف كيس دم يوميا من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات هذه المادة الحيوية. وخلال سنة 2023 بلغ عدد المتبرعين بالدم 382 ألفا و234 تبرعا، على الصعيد الوطني، بزيادة بنسبة 11 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وهي نسبة فاقت الهدف المسطر سنويا، الذي يمثل 4 في المائة.
في هذا السياق قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن معدل التبرع بالدم يبلغ في المغرب 10 لكل ألف نسمة، وهو المعدل الموصى به من لدن منظمة الصحة العالمية، بينما يبلغ في مجموعة من الدول المتقدمة 40 لكل ألف نسمة، فيما يبلغ في الدول ذات الدخل الضعيف 4 لكل ألف نسمة.
وأشار حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن المغرب حقّق نسبة 1 في المائة من التبرعات العام الماضي، غير أن جزءا منها كان مرتبطاً بحملات التبرع لفائدة ضحايا زلزال الحوز، مشيراً إلى أنه مع ذلك لم يحقق بعد عدد أيام احتياطي مخزون الدم الموصى به دولياً، وهو 7 أيام، إذ لا يتوفر في أغلب الأحيان إلا على احتياطي 4 أيام، مشدّداً على أنه يستحستن أن يبلغ هذا الاحتياطي من 10 إلى 12 يوماً.
ونبّه الطبيب ذاته إلى أنه من الضروري التوعية بأن تبرعا واحدا بالدم بإمكانه إنقاذ حياة 3 أشخاص يحتاج كل واحد منهم أحد مشتقات هذه المادة (الكريات الحمراء، الصفائح..)، مذكّراً بأن “مادة الدم لا يمكن صناعتها، وبالتالي يبقى الحل الوحيد لحقن المريض المحتاج بها هو أخذها من شخص آخر متبرع، ما يجعل حياة الأول متوقفة على تبرع الثاني”.
من جانبها، قالت سناء اسماعل، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الشرق، إن “6 من بين 10 أشخاص سيحتاجون في يوم من الأيام من حياتهم أن يُنقل الدم إليهم، ما يجعلنا جميعاً معنيين بالتبرع الطوعي بالدم والانتظام فيه لضمان مخزون يبقى دائما في مستوى الحاجة والاكتفاء، وبجميع فصائله، دون إطلاق نداءات لإنقاذ المرضى أو المصابين في الحوادث والحوامل”.
وأضافت اسماعل، في حديث لهسبريس، أن “التبرع الطوعي بالدم لا يتطلّب أكثر من نصف ساعة إلى ساعة، مرة في شهرين للذكور أو مرة في ثلاثة أشهر بالنسبة للإناث؛ ما يعني أنه بالنسبة لمتبرع ذكر منتظم لا يأخذ الأمر من وقته سوى أقل من 5 ساعات في عام كامل”، مذكّرة بأن الفعل “يعد صدقة جارية”، مستدلة بآية من القرآن الكريم (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، فضلا عن الفوائد الصحية، كـ”تجديد خلايا الدم والطاقة والوقاية من جلطات الدماغ والقلب”.
المصدر: هسبريس