الياقوتي يستحضر “رؤية حكيمة” للملك
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/livre-mohamed6-un-roi-visionnaire-4.jpg)
قدّم رشيد الياقوتي، الكاتب والشاعر المغربي، مؤلفه الجديد الصادر حديثا تحت عنوان “محمد السادس.. ملك ذو رؤية”، والذي يستعرض بالتفصيل جوانب رئيسية ميّزت القيادة الملكية لشؤون المغرب خلال 25 سنة الماضية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
واحتضن مقر المعهد العالي للتدبير والإدارة والهندسة المعلوماتية (ISMAGI)، مساء الجمعة بالرباط، مائدة مستديرة خُصصت لمناقشة مضامين هذا العمل الجديد، الذي ينضم إلى أعمال ومؤلفات أخرى سبق أن قاربت جوانب من تدبير الملك محمد السادس لشؤون المغرب منذ اعتلائه العرش سنة 1999.
وتحدث صاحب الكتاب، ضمن 315 صفحة، عمّا اعتبره “مظاهر الحكمة الملكية في إدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية خلال 25 سنة الأخيرة”، مخصصًا الصفحات الأولى منه لعرض نقاط أساسية تخص حياة الملك محمد السادس؛ دراسته وفترة ولايته للعهد، ثم أبرز المناسبات التي كان فيها، كرئيسٍ للدولة، محطّ إشادة من قبل مؤسسات ومنظمات وحكومات مختلفة على الصعيد العالمي.
ويتكون الكتاب، الصادر مؤخرًا، من ثلاثة أقسام؛ الأول يهم رؤية واستراتيجية الملك محمد السادس بخصوص التنمية الاقتصادية الوطنية، في حين يتحدث القسم الثاني عن علاقات المغرب بمحيطه الخارجي، بما فيها الشراكة المغربية الأفريقية والتفاعل مع قضايا الشرق الأوسط، فضلًا عن تدبير الرباط لملف الصحراء المغربية. أما القسم الثالث فيتضمن خلاصة للرؤية الملكية لتحقيق الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب.
“تغييرات جوهرية”
وأوضح المؤلِّف رشيد الياقوتي أن “هذا العمل الجديد يقارب طريقة تدبير الملك محمد السادس لجملة من الأوراش الكبرى، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، في إطار تحولات جيوسياسية واقتصادية عالمية بارزة لا يمكن نكرانها أو تجاهلها”.
وفي جوابه عن مظاهر هذه الرؤية التي تحدث عنها في مؤلفه الجديد، أبرز الياقوتي أن “هذه الأخيرة تتخذ من العقلانية والواقعية رؤية وأساسا لها، كما تبحث عن قيادة البلاد إلى بر الأمان”، مشيرًا إلى أن من مظاهرها “سعيُ المغرب للحفاظ على مؤسساته وثوابته، وتوفير مناخ مرحّب بالاستثمارات الوطنية والأجنبية، فضلًا عن الإنصات الملكي للمواطنين والتجاوب معهم، خصوصًا ما حدث في فترة ما سُمي بـ”الربيع العربي””.
وفسّر المؤلف قراره تأليف كتاب عن فترة حكم الملك محمد السادس، إذ قال: “لست الأول الذي كتب عن الملك وفترة حكمه، فقد سبق أن كُتبتْ في هذا السياق كتبٌ. وما ركزت عليه في هذا المؤلف الجديد هو حكمة الملك، وطريقة تدبيره لشؤون المملكة خلال فترة حكمه للبلاد؛ فهذه الفترة تعني الكثير، على اعتبار أن الملك حاول خلالها التأسيس لنموذج معاصر للحكم”.
رؤية للداخل والخارج
وأضاف الكاتب في كلمته التقديمية أن “المغرب عرف مجموعة من الأوراش الكبرى منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، إذ شهدنا مبادرات ملكية تخص جانب الهوية المغربية والعنصر الحقوقي، فضلًا عن مبادرات أخرى تم إطلاقها وهمت العنصر البشري المغربي، وبإشراف ملكي دائما”، مؤكدًا أن “كل هذا الزخم قوّى الثقة في الملك، سواء كرئيس للدولة أو حتى كأمير للمؤمنين”.
وبخصوص علاقات المغرب بالمنطقة الإقليمية والعالم ككل، استحضر مؤلف كتاب “محمد السادس.. ملك ذو رؤية” عددا من الأمثلة التي تثبت، حسب رأيه، “حكمة ملكية ممتدة على مدار ربع قرن من الزمن”، بما فيها أن “المغرب غدا دولة بارزة وصاعدة وصار بإمكانها التفاوض لفائدة مصالحها، وبشكل متساوٍ مع مختلف الأطراف، بما فيها كبريات الدول في أوروبا وأمريكا وآسيا”، مبرزا في هذا الإطار “أهمية تشبث الملك محمد السادس بقضية الوحدة الترابية وجعلها شرطًا من شروط التعامل مع دول بعينها”.
كما تحدث الياقوتي عن رؤية الملك محمد السادس الخاصة بالقارة الأفريقية، إذ لفت إلى أن “عودة المملكة إلى الاتحاد الأفريقي قبل سنوات ظلت حدثًا تاريخيًا، بالنظر إلى أن دول القارة رحّبت من جهتها بذلك، ثم مسألة انفتاح المغرب على هذه الدول ومشاركته لتجاربه معها، سواء في البنوك أو العقار أو الفلاحة وحتى التكوين والتعليم”، مشيرًا إلى أن “رؤية الملك محمد السادس شملت حتى الجانب الديني، إذ تقدم المملكة، اليوم، للقارة نموذجًا من الإسلام الوسطي والمعتدل”.
ارتباطٌ بأفريقيا
وفي تفاعله مع ما جاء في المؤلف الجديد، أكد محمد إلياس، سفير اتحاد جزر القمر بالمملكة المغربية، “وجود رؤية واضحة للملك محمد السادس منذ توليه الحكم، سواء تجاه ما يتعلق بإدارة الدولة في عالم متغير، أو فيما يخص ضرورة التفاعل مع مطالب الشعب المغربي”، مبرزا أن “التلاحم بين الملك والمغاربة أمر استثنائي، إذ يتجسد ذلك على امتداد الزمن”.
وأضاف إلياس، في مداخلته، أن “الانفتاح المغربي على الداخل الأفريقي، برعاية ملكية، كان إحدى أهم خطوات الملك محمد السادس في السنوات الماضية، وقد أثّر ذلك بشكل إيجابي على علاقة المغرب مع عمقه الأفريقي، إلى درجة أنه ساهم في افتتاح دول أفريقية عديدة قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية للمملكة”.
المصدر: هسبريس