بإنتاج إسرائيلي، من المرتقب أن يعرض بنيويورك الأمريكية، يوم الـ12 من شهر يونيو الجاري، وثائقي حول إحدى أبرز العائلات المغربية اليهودية الحاظية بتقدير ديني بصفتها عائلة الوليّ “أبو حصيرة”.
بعنوان “الولي الأخير”، يقول تعريف الوثائقي الجديد إنه “فيلم مؤثر يتتبع إرث عائلة أبوحصيرة؛ وهي سلالة يهودية مغربية بارزة لعبت دورًا رياديًا في توجيه المجتمعات اليهودية” في المغرب وفلسطين المحتلّة لأكثر من قرنين.
ويتمحور الفيلم حول حياة “الحاخام الجليل بابا سالي وشقيقه الأصغر بابا حاقي، ويكشف عن قصة عائلة حاخامية أرستقراطية مغربية، تحولت إلى دعامة أساسية في الحياة الدينية والعامة في إسرائيل”.
وينتقل الفيلم بين المغرب وبين دولة الاحتلال “مستعرضًا الهجرة الجماعية لليهود المغاربة، والقيادة الروحية والمجتمعية للأخوين أبوحصيرة”.
ويعرض هذا في الفيلم باللغة العبرية، مع ترجمة نصيّة بالإنجليزية؛ وهو من إخراج المخرج الإسرائيلي لأبوين مغربيّين رفائيل بالولو.
تجدر الإشارة إلى أن “أبوحصيرة” من الشخصيات المغربية اليهودية البارزة (القرن التاسع عشر)، وهو ابن الجنوب الشرقي، وضريحه بمصر، وكان يعرف زيارات من المغرب وأوروبا وإسرائيل، وصيته لا يقارن إلا بصيت ولي مغربي يهودي آخر هو حاييم بينتو الذي كان حاخام الصويرة، وعاش بين النصف الثاني من القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر.
وباستثناء طوائف لا يتجاوز تعداد أفرادها بضعة آلاف مقيمة ببلدها الأم المغرب وتستمر حياتها الدينية والاجتماعية والقانونية؛ من أبرز ما يستمر في ربط المغاربة اليهود غير المقيمين بالمغرب زيارة أَضرحة أولياء يهود مغاربة، وإحياء “هيلولات” أبرزِهم، وزيارة مقابر الأجداد بمختلف مدن وقرى البلاد التي تجدّد إصلاحها ببرامج خاصة بأمر من ملك البلاد محمد السادس في العقدين الأخرين، إلى جانب بَيعات تاريخية صارت مزارات ثقافية.
ومن أبرز الفضاءات التي يصان فيها شق الذاكرة المغربية اليهودية، دينيا وثقافيا وفي شقّ المشترك بين المواطنين، متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدار البيضاء الذي تأسّس سنة 1997. وكان لعقود المتحف الوحيد من نوعه في العالم العربي، والفريد عالميا في شقّ الاهتمام بالذاكرة المغربية اليهودية، قبل افتتاح متاحف موضوعاتية من بين ما تهتم به التاريخ المحلي لمغاربةٍ يهود في عدد من مدن البلاد مثل طنجة وفاس والصويرة.
المصدر: هسبريس