اخبار المغرب

الهزائم السياسية تضع البوليساريو في وضع صعب والجزائر تسعى لتصدير أزمتها الداخلية

ربط الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية ورئيس المركز الإسباني الصحراوي “حوار”، عبد الرحيم برديجي، الاعتداءات المتفرقة التي تقوم بها عصابة البوليساريو داخل الأراضي المغربية بمحاولات الجزائر المستمرة لتصدير أزماتها إلى الخارج. واعتبر برديجي أن الجزائر “لطالما حاولت تصدير مشاكلها إلى الخارج” كوسيلة للتغطية على الاحتقان الاجتماعي الكبير الذي يعاني منه النظام داخليا، ولا سيما في قضية الصحراء المغربية.

وأكد برديجي أن البوليساريو في وضع صعب، نتيجة “الاحتقان الاجتماعي الكبير” داخل مخيمات تندوف والعديد من الهزائم السياسية التي تلقاها، موضحا أن الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، يزيد من الضغوط على البوليساريو والجزائر. ورأى برديجي أن القيادة في الجزائر باتت تواجه تحديات داخلية صعبة، وأصبح لجوءهم إلى ما وصفها بـ”المفرقعات” أمرا ضروريا لتهدئة الأوضاع الداخلية.

وأشار برديجي في برنامج “نبض العمق” الذي تبثه جريدة “العمق” على منصاتها كل جمعة على الساعة السادسة مساء إلى أن الجزائر تحاول تهدئة الاحتقان الداخلي من خلال تصعيد خطابها ضد المغرب، قائلا إن “الجزائر تحاول التسويق الداخلي عبر التحدث عن الكفاح المسلح”. وأضاف أن الجزائر “ما عندها ما تخسر” في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في البلاد، مقارنة بما حققه المغرب من تقدم وازدهار في مختلف المجالات.

وأوضح المتحدث أن الجزائر تبذل جهودًا ضخمة في المجال العسكري بينما تهمل القطاعات الحيوية الأخرى مثل البنية التحتية والاقتصاد والزراعة، مما جعلها تتأخر عن المغرب. وذكر أن المغرب قد “تجاوز الجزائر ودول أوروبا في العديد من المجالات”، مستشهدا بالتطورات الكبيرة التي شهدتها المدن المغربية، مثل الرباط، التي تطورت بشكل ملحوظ مقارنة بالكثير من العواصم الأوروبية.

في غضون ذلك، أماط عبد الرحيم برديجي، اللثام عبر “نبض العمق” عن مجموعة من الوثائق التاريخية التي تثبت ارتباط الصحراء بالمغرب قبل استعمارها من طرف إسبانيا، وانتقد الأخطاء التي ارتكبها المغرب في تدبيره لملف وحدته الترابية، وكذا تقصير الأحزاب والنقابات والأكاديميين في الترافع عن الملف وعجزهم عن اقتحام فضاءات غربية ظلت مناصرة لجبة “بوليساريو”.

وتوقف الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية وتاريخ الصحراء المغربية، على بعض الأخطاء التي ارتكبها المغرب في تدبيره للملف، معتبرا أكبرها هو قبوله بالتفاوض مع جبهة بوليساريو في الأمم المتحدة منفردة مما يعطيها شبه شرعية كونها متحدثا وحيدا باسم الصحراويين كما تحاول الترويج له.

وزاد برديجي أن المغرب كان عليه اشتراط تواجد تمثيليات أخرى عن الصحراويين المنتمين إلى كل الأقاليم الجنوبية بما فيهم جهة كلميم واد نون وعدم الاقتصار على مناطق النزاع جنوب طرفاية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *