احتضنت مدينة سلا، على مدى يومي الأربعاء والخميس، فعاليات النسخة الأولى من “الهاكاثون الرقمي التضامني”، الذي يُعد مختبرا للابتكار والمواطنة الرقمية، من تنظيم الحاضنة الرقمية التضامنية بسلا التابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، بشراكة مع المجلس الجهوي لجهة الرباطسلاالقنيطرة ووكالة التنمية الرقمية (ADD). ويهدف هذا الحدث، المنظم تحت شعار “معا لتعزيز المقاولات الناشئة التضامنية”، إلى تعبئة الذكاء الرقمي وريادة الأعمال لخدمة الإدماج الاجتماعي والتنمية البشرية المستدامة.

عرفت هذه النسخة الأولى مشاركة واسعة من الشباب ورواد الأعمال والطلبة، الذين عملوا على مدى يومين على تطوير حلول مبتكرة لتحديات رقمية واجتماعية مستقبلية، ضمن تسع تيمات رئيسية شملت الإدماج الاجتماعي والرقمي، المدينة الذكية، التعليم، الصحة، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، تكنولوجيا الألعاب، التكنولوجيات الخضراء، والتكنولوجيا الفلاحية.

وأوضح هشام بلعزيز، المدير الجهوي للحاضنة الرقمية التضامنية، أن “تنظيم هذه النسخة يأتي في إطار رؤية مؤسسة محمد الخامس للتضامن الرامية إلى جعل التحول الرقمي رافعة للإدماج الاجتماعي والابتكار والتنمية البشرية المستدامة”.

وأضاف بلعزيز، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الهاكاثون” عرف “مشاركة أكثر من 320 مشروعا، تم انتقاء 40 مشروعا مبتكرا منها للمنافسة، استفاد أصحابها من ورشات تقنية وجلسات توجيه ومواكبة من طرف خبراء لمساعدتهم على تحويل أفكارهم الذكية إلى مشاريع ذات أثر اجتماعي ملموس”.

وأكد المدير الجهوي للحاضنة الرقمية التضامنية أن الحدث تميز بتنظيم سلسلة من الورشات التقنية وجلسات التكوين في مجالات ريادة الأعمال الرقمية، وتطوير النماذج الاقتصادية، وحماية الملكية الفكرية، إضافة إلى لقاءات مفتوحة مع خبراء في الابتكار الاجتماعي والتكنولوجي.

وأشار إلى أنه سيتم تتويج أربعة مشاريع فائزة خلال حفل الاختتام، كما ستُمنح جميع المشاريع المشاركة فرصة الاستفادة من خدمات الاحتضان والمواكبة التي تقدمها الحاضنة الرقمية التضامنية.

من جانبه، قال مصطفى الراكب، منسق شبكة مراكز المقاولات الصغرى التضامنية التابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، إن تنظيم النسخة الأولى من “الهاكاثون” الرقمي التضامني، بشراكة مع جهة الرباطسلاالقنيطرة ووكالة التنمية الرقمية، يشكل “مبادرة مبتكرة للنهوض بالمقاولات الناشئة ذات البعد التضامني والاجتماعي”.

وأوضح الراكب، ضمن تصريح لهسبريس، أن “النسخة الأولى من الهاكاثون استقبلت 324 طلب مشاركة، تم بعد عملية انتقاء دقيقة اختيار 40 مشروعا للمشاركة في المنافسة النهائية، تمحورت مواضيعها حول الإدماج الرقمي، المدن الذكية، التعلم الرقمي، التكنولوجيا الفلاحية، تكنولوجيا الألعاب، الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني”.

وأضاف أن الحدث امتد على مدى يومين، واختتم بتتويج أربعة مشاريع فائزة ستحظى بـدعم مالي وبرنامج مواكبة شامل لمدة سنة ونصف السنة، يشمل الاحتضان، والتوجيه، والتمويل، والتكوين، والإرشاد، مشيرا إلى أن الهدف هو “تمكين الشباب من تطوير مشاريع رقمية تضامنية ذات أثر اجتماعي مستدام داخل الجهة”.

يذكر أن “الهاكاثون” استقطب اهتماما واسعا من الشباب، حيث تم تسجيل 324 مشروعا خلال مرحلة الدعوة لتقديم الترشيحات، وبعد عملية انتقاء دقيقة، تم اختيار 113 مرشحا يمثلون 51 مشروعا للمشاركة في ندوة تحضيرية، ليُنتقى في النهاية 88 مشاركا يمثلون 40 مشروعا لخوض غمار المنافسة النهائية.

وتعكس التركيبة الاجتماعية للمشاركين تنوعا مشجعا؛ إذ شكلت النساء 20% من المشاركين، فيما بلغت نسبة الطلبة 46%، ورواد الأعمال 24%، والمقاولين الذاتيين 16%، إلى جانب 14% من الباحثين عن عمل، ينحدرون من مدن الرباط، سلا، القنيطرة، وتمارة.

ويُجسد “الهاكاثون الرقمي التضامني” أول مبادرة من نوعها على مستوى جهة الرباطسلاالقنيطرة، تعكس التزام مؤسسة محمد الخامس للتضامن بجعل التحول الرقمي أداة لتعزيز فرص الشغل والإدماج الاجتماعي، وتشجيع مقاولات ناشئة تحمل بُعدا تضامنيا وتنمويا.

وبذلك، يكرس الحدث ثقافة الابتكار المفتوح والتعاون بين الشباب والمؤسسات من أجل بناء منظومة رقمية شاملة تساهم في التنمية البشرية المستدامة.

المصدر: هسبريس

شاركها.