“النهضة” يستعد لمرحلة “ما بعد الخليدي”.. وقيادات تنفي خلافات المناصب
يتجه حزب النهضة والفضيلة بعد وفاة أمينه العام السابق، محمد خليدي، إلى عقد اجتماع على مستوى الأمانة العامة في الأيام القادمة من أجل التحضير لمرحلة تصفها قيادات بالحزب بـ “الجديدة”.
القيادات التي نفت في تصريحات لهسبريس إمكانية اندلاع “خلافات” حول من سيخلف خليدي، خاصة مع وجود أسماء جمّدت عضويتها في عهده رجحت مصادر رغبتها أيضا في هذا الكرسي، ترى أن “الصراع الممكن سيكون صحيا للحزب”.
وأشارت المصادر عينها إلى أن “جنازة الفقيد خليدي عرفت واقعة أنذرت باستمرار الخلافات، تمثلت في محاولة أحد الحاضرين مقاطعة نعي سياسي في حق الراحل بالدعوة إلى تلاوة القرآن عوض الاستماع إلى هذا الكلام”.
مصدر قيادي سابق غادر حزب النهضة والفضيلة في زمن خليدي، صرح لهسبريس بأن “الحزب يعيش حاليا على وقع تيارين؛ الأول يوجد في القيادة ويدعم تولي أخ عبد الله العماري، رئيس المجلس الوطني للحزب، الأمانة العامة بشكل انتقالي، والثاني يرفض هذا الأمر”.
ونفى العماري، في تصريح لهسبريس، “إمكانية حدوث خلاف داخل الحزب بعد وفاة خليدي”، مشيرا إلى أن “الحزب سيسلك مساره القانوني بعقد اجتماع للأمانة العامة، ثم بعدها التحضير للمؤتمر لاختيار أمين عام جديد”.
وأضاف أن الحزب مقبل حاليا على “مرحلة جديدة انتقالية، سيجدد فيها دماءه بأمين عام جديد وفق القانون”، مبينا أن “ما حدث في جنازة خليدي من تشويش على كلمة سياسية في حقه، جاء من طرف شخص كان ولا يزال دخيلا على الحزب”.
وأورد المتحدث عينه أن “الخلافات أمر ضروري في أي حزب سياسي أو تجمع بشري، وهي تعتبر صحية بالنسبة للنهضة والفضيلة”، مستدركا بأنه “اللحظة الحالية، لا نلمس خلافات من هذا القبيل، بل على العكس، جسم به انحرافات يمثلها بعض الأشخاص”.
وتابع رئيس المجلس الوطني للحزب بأن “هؤلاء الأشخاص منحرفون على الخط الأخلاقي للحزب، وسيجدون أنفسهم في مكانهم المناسب قريبا، منهم الشخص الذي قاطع الكلمة السياسية التأبينية في جنازة خليدي، وحرّض الجموع على قراءة القرآن عوض الاستماع”.
وشدّد العماري على أن “وجود خلافات مضمونية وصحية حول من سيخلف خليدي، أمر طبيعي طالما أن المنافسة حول المناصب السياسية تشهد تيارات مختلفة، وليس تيارا أحاديا”، على حد تعبيره، مؤكدا أن “الأمانة العامة الحالية ستتصدى للانحرافات التي يمكن أن تحدث في هذه المرحلة”.
القيادي السابق بحزب “الشمس” ذكر أن “خليفة خليدي سيكون من صناعة المسؤولين بالحزب حاليا، وليس عبر الطرق القانونية”، مشيرا إلى أن “أجهزة الحزب ميتة” وهو شخصيا لا يرى أن البيئة الحالية ستغريه للمشاركة في المؤتمر الوطني القادم.
بدوره، نفى أحد القادة القدماء للحزب، لا يزال يتقلد منصبه في الأمانة العامة، “إمكانية اندلاع خلاف بارز، سوى الخلافات الطبيعية في أي حزب سياسي مقبل على فترة جديدة”.
وقال إن “الحزب سيعقد اجتماعا لأمانته العامة قريبا للتحضير للمؤتمر الوطني القادم. أتمنى أن يدخل مرحلة جديدة انتقالية”، مشددا على أن “رؤية الحزب للسلفية ستتواصل من خلال السعي للمساهمة في إدماجهم كما سبق ونجح خليدي في ذلك، وهو يطمح إذا تلقى طلبا من التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الإسلاميين لتبني هذا الملف، وأيضا المساهمة في موضوع طلبة الطب والصيدلة، والاستعداد لانتخابات 2026”.
المصدر: هسبريس