الناقد واكريم يعدد هفوات الإنتاجات المغربية ويشيد بتطور تشخيص الممثلين
تضمنت البرمجة الخاصة بالقنوات الوطنية للموسم الرمضاني 2023 مجموعة من المسلسلات والبرامج المتنوعة التي جمعت بين الدراما والكوميدية والترفيه، بعضها نال استحسان الجمهور المغربي رغم تسجيل بعض الملاحظات والأخطاء فيما أثار بعضها الآخر استياء المشاهدين وتعرض لانتقادات لاذعة وصلت إلى حد وصفه بـ”الرديء” و”دون المستوى”.
هل استطاعت الإنتاجات المغربية كسب رهان رمضان 2023؟
في هذا الصدد، قال الناقد الفني المغربي عبد الكريم واكريم، في تصريح لهسبريس، إنه رغم كل الملاحظات والانتقادات يبدو أن الدراما والكوميديا الرمضانيتين المغربيتين لا تشهدان تطورا ملحوظا عكس الدراما العربية ممثلة في الدراما المصرية والسورية، مضيفا أنه “بخصوص هذا الموسم الرمضاني لم يلاحظ أي جديد واستثنائي في هذا السياق، فالكوميديا مازالت ترتع في هزالها وتنتج الرداءة والحموضة و”البسالة” باستثناء ما يقدمه حسن الفد وحنان الفاضلي اللذان رغم تفاوت إنتاجاتهما من موسم إلى آخر فهما يظلان في مستوى فني مقبول”.
وأشار الناقد المغربي إلى أن مشكل الدراما التلفزيونية المغربية بنيوي، ولا يمكن رده لسبب واحد، داعيا إلى ضرورة القطيعة نهائيا مع طرق الاشتغال الحالية بكل ما فيها والبداية من جديد وضرورة الهدم ثم البناء.
“عين كبريت” و”كاينة ظروف”
أبرز الناقد واكريم أنه بخصوص الدراما فالمسلسلات هذه السنة لم تراوح مستواها بين الضعيف والمتوسط فنيا بحيث عند البحث عن نقط الضوء ولو كانت خافتة للإشادة بها تجعله يقول إن المسلسل القصير “عين الكبريت” كان أفضل ما تم بثه وتكمن قوته بالخصوص في السيناريو الجيد وهو نقطة الضعف الكبيرة في كل الأعمال الأخرى.
وتابع أن مسلسل “كاينة ظروف” يحتل المرتبة الثانية؛ فقد انطلق بشكل مقبول لكن ترهل سرده خلال جزئه الأخير بحيث عانى من التمطيط، وهذا ما يلاحظ على كثير من المسلسلات المكونة من 30 حلقة ليس فقط المغربية لكن العربية أيضا؛ مضيفا أن هذا الموسم الرمضاني شهد عودة مسلسلات 15 حلقة في مصر وكان أغلبها جيدا، موضحا أنه بالنسبة له “يجب أن يتوقف المسلسل حينما تنتهي الحبكة ولا يعود هناك داع للإضافة وإلا اختل السرد، لكن على ما يبدو أن شركات الإشهار تشترط وجود 30 حلقة لتبث خلالها منتوجاتها”.
إقحام الإشهارات
كشف عبد الكريم واكريم، في حديثه مع هسبريس، أنه خلال هذا الموسم الرمضاني لوحظت هيمنة ظاهرة إدخال الإشهار لمنتوجات وسط المسلسلات بحيث يصبح المنتوج “شخصية” ينافس الشخصيات الأخرى.
وقال إن هذا الأمر “يحدث بشكل فج، إذ تم إقحام نوع من الصابون وباستمرار خلال حلقات “المكتوب2” وبشكل أثار سخرية واستهزاء المشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مسلسل “كاينة ظروف” شاهدنا في حلقات إشهارات لشركة اتصالات بشكل مقحوم أيضا. وكما يعلم الكل أن الإشهارات متواجدة في كثير من الأعمال السينمائية والدرامية التلفزيونية العالمية لكن يكتب لظهورها في السيناريوهات، حيث لا تلفت الانتباه ولا تأتي مقحمة بفجاجة بل بشكل فني لا يضر بالسرد الدرامي”.
إشادة واسعة
قال الناقد الفني واكريم إن نقط الضوء الإيجابية في الدراما المغربية هذه السنة كانت هي التطور الملحوظ في الأداء التشخيصي للممثلين والممثلات المغاربة.
وتابع المتحدث ذاته في تصريحه لهسبريس أن الكثير من الممثلين والممثلات المغاربة يمتلكون طاقات تشخيصية هائلة؛ لكن يحتاجون فقط إلى سيناريوهات جيدة تحتوي على شخصيات مكتوبة بحرفية ليؤدونها مع وجود مخرجين أكفاء يستطيعون رؤية جوانب من موهبتهم كانت مختبئة وكادت تقضي عليها الأعمال الرديئة التي يشتغلون فيها غصبا عنهم.
المصدر: هسبريس