“الميلديو” والمبيدات يقلقون مزارعين .. مكتب السلامة الصحية: البدائل متوفرة
تكبد عدد من الفلاحين بجماعة أولاد غانم بإقليم الجديدة خسائر كبيرة بسبب تلف محاصيلهم من الطماطم، بفعل مرض فطري يسمى “الميلديو”، دمر المحصول بعدما هاجم الأجزاء العلوية للنبتة والثمرة معا، حسب ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية.
وفي هذا الإطار صرح أحد الفلاحين بجماعة أولاد غانم بإقليم الجديدة قائلا: “مرض ‘الميلديو’ مرض خطير حاولنا مقاومته ولكننا لم نفلح”، وزاد: ”أنا شخصيا أول المتضررين من هذا المرض الذي أصاب محصولي الزراعي”،
مضيفا أن “المواطن المغربي يتساءل حول غلاء الخضر دون معرفة المعاناة التي يمر منها الفلاح”.
وفي السياق نفسه قال عبد الحكيم البطاش، فلاح بجماعة أولاد غانم: ”هذا المرض دمر محصولنا الزراعي رغم أننا حاولنا مرارا وتكرارا استخدام الأدوية الفلاحية ومعالجة الطماطم كل يومين دون جدوى”.
وتابع البطاش: “تغيرت أثمان الأدوية المخصصة لمعالجة نبتة الطماطم، بحيث ارتفع ثمن القنينة الواحدة من 100 إلى 350 درهما، بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في ثمن كيس الأدوية المخصصة لعلاج النباتات من 800 إلى 5500 درهم من قبل البائعين في المحلات المخصصة لذلك، دون الحصول على نتيجة، مستغلين ظهور مرض ‘الميلديو’ والظروف الصعبة التي نمر منها اليوم”.
من جانبه قال الفلاح مهدي حموش في تصريح لهسبريس: “هناك احتمال أن نقص مادة ‘المانكوزيب’ هو ما أدى إلى ظهور هذا المرض”، مشيرا إلى تراجع المحصول الزراعي، “ما سيؤدي إلى حدوث أزمة بالنسبة للفلاحين الذين يعتمدون على هذه المحاصيل لتسديد القروض”.
وفي هذا السياق قدم ”ONSSA” توضيحا لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلا إنه قام سنة 2021 بإعادة تقييم مادة “المانكوزيب” التي تدخل في تركيبة مجموعة من مبيدات الآفات الزراعية، وذلك “طبقا لقانون 34.18 المتعلق بمنتجات حماية النباتات، وبناء كذلك على المستجدات العلمية والتقنية”.
وتابع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية التصريح لهسبريس قائلا: ”إن هذه المستجدات العلمية والتقنية كشفت أن مادة المانكوزيب تشكل خطرا على صحة الإنسان والبيئة، وهي حسب منظمة الصحة العالمية مادة شديدة الخطورة”.
وأضاف ”ONSSA” أنه ”حسب المعطيات السابقة، وبعد التداول مع اللجنة الوطنية الوزارية، قرر في دجنبر سنة 2021 منع مادة المانكوزيب وسحب جميع التراخيص، نظرا للأولوية التي توليها المملكة لصحة المواطن والبيئة”، مشيرا إلى أن “الاتحاد الأوروبي قام كذلك بمنع المانكوزيب في السنة نفسها”.
كما أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لهسبريس أن “البدائل متوفرة لمحاربة مرض البياض الزغبي أو الميلديو، بحيث يوجد 82 مبيدا مرخصا بالنسبة للطماطم للقضاء على هذا المرض”.
وختم المكتب نفسه بأنه “يوصي بإعطاء الأولوية للممارسات الزراعية الوقائية لمكافحة مرض الميلديو، في إطار المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية، ويحث الفلاحين على مراقبة حقولهم، خاصة في حالة الظروف المناخية المواتية لظهور المرض، بغية رصد أعراضه بشكل مبكر والقيام بالتدخل الوقائي باستعمال مبيدات مرخصة، مع احترام شروط المعالجة المبينة على ملصق المبيد”.
المصدر: هسبريس