الميداوي يشكو التشويش على جهود الوسيط ومتفائل بتجاوز أزمة طلبة الطب
اختار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، تأجيل مناقشة ملف طلبة الطب إلى ختام مداخلته، بعدما استحوذ هذا الموضوع على اهتمام واسع من النواب خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال المخصص لمناقشة الميزانية الفرعية للوزارة. واستمر الوزير في الرد على تساؤلات النواب لأكثر من ساعة، في جلسة مطولة استغرقت خمس ساعات، بدت خلالها علامات الإرهاق واضحة على الحضور.
وأكد الميداوي، خلال الاجتماع الذي اختتم في حدود الثامنة مساء، أن ملف طلبة الطب قد تجاوز مرحلته الحرجة وأصبح أكثر وضوحا، بعد تدخل مؤسسة الوسيط التي توجه إليها الطلبة، مبرزا أن هذا الملف “حساس للغاية، إذ لم يعد مقتصرا على فئة معينة بل تحول إلى مسألة مجتمعية”، معبرا عن تعاطفه مع الطلبة وأسرهم والضغوط النفسية الكبيرة التي يواجهونها، مشيرا أيضا إلى التحديات التي يعيشها الأساتذة والمسؤولون في الجامعات وكليات الطب.
وأوضح أنه يدرك تماما الطابع الاستعجالي لقضية طلبة الطب، مشيرا إلى أهمية التفاوض الهادئ في معالجة الأزمات الكبرى، كما في أوكرانيا وفيتنام سابقا أو في الشرق الأوسط حاليا، مؤكدا احترامه لمؤسسة الوسيط، التي تقوم بجهود كبيرة لحل هذا الملف، لكن بالمقابل انتقد الصحافة التي بسبب ما اعتبره “تشويشا” على سير المفاوضات وعلى عمل الوسيط، رغم إيمانه بالدور الاستراتيجي والدستوري بالسلطة الرابعة، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، ذكر المسؤول الحكومي أنه استقبل طلبة الطب واستمع إلى مطالبهم، موضحا أنه يحظى بدعم وزير الصحة الجديد وكافة أعضاء الحكومة في هذا الملف، مؤكدا في السياق ذاته أن القرارات المتعلقة بهذه القضية لا تُتخذ بشكل فردي، بل تتم بالتشاور مع رئيس الحكومة وأعضائها، معربا عن ثقته الكبيرة في الطلبة وقدرتهم على تجاوز هذه الأزمة، واصفا الوضع بأنه “زعفة ودايزة بسلام بتضافر الجهود”.
وأضاف الميداوي أنه يحترم قرار طلبة الطب باللجوء إلى مؤسسة الوسيط، سواء لتقديم تظلماتهم أو طلب وساطة، مشيرا إلى أنه لم يكن يعرف وسيط المملكة شخصيا من قبل، لكنه اكتشف فيه رجلا وطنيا، طيبا، ومسؤولا من الطراز الرفيع. وأوضح أن الوساطة التي يقوم بها الوسيط أسهمت في توضيح الأمور، حيث يقوم بنقل اقتراحات الحكومة للطلبة، ويعرض مقترحات الطلبة على الحكومة، ويناقش مع الطرفين محاولا تقريب وجهات النظر، بهدف التوصل إلى حل للأزمة.
وأكد الوزير الجديد أن “الجميع يدرك أهمية هذا الملف وضرورة حله بسرعة، لكن من الضروري أن نحافظ على الهدوء ونحترم عمل الوسيط، الذي يتواصل باستمرار مع الطلبة”. مجددا تفاؤله وثقته الكبيرة في الطلبة، قائلا: “الطلبة ذوو كفاءة عالية ويعرفون مصلحتهم جيدا، وهذا ما يجعلني واثقا بأن الأزمة ستمر بسلام بتضافر الجهود”، مضيفا أنه يقدّر الجهود المبذولة خلال الأشهر العشرة الماضية، ولا يلقي اللوم على الطلبة، مؤكدا أن باب الحوار سيبقى مفتوحاً من جانبه ومن جانب الحكومة، ولن يُغلق أبدا.
المصدر: العمق المغربي