أكد مولاي هشام المهاجري أن عودته للمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بعد سنتين من الغياب، لن تغير مواقفه وخطاباته، مبرزا أن القيادة الجماعية لم توجه له أي ملاحظات لخفض حدة الانتقادات.
وقال المهاجري، في تصريح على هامش المجلس الوطني لحزب الأصالة المعاصرة، صباح السبت بسلا: “أجدد شكري للقيادة الجماعية التي أثبتت أنها تمثل بحق حزبًا يحمل في جوهره قيم الديمقراطية، حيث تعد هذه الأخيرة أساسًا للانضباط والاختلاف”.
وردا على إمكانية التخفيف من حدة انتقاداته للحكومة، قال المهاجري: “بوصفي ممثلًا للمغاربة داخل مجلس النواب، أؤمن بأن تمثيلي يقتضي الدفاع عن كل المغاربة، بمن فيهم الأقلية التي لم تُحل مشاكلها بعد والوزراء في حزب الأصالة والمعاصرة يتحملون مسؤولياتهم في الحكومة، وأنا بدوري أتحمل مسؤوليتي في التعبير عن قضايا المواطنين ومراقبة تنفيذ السياسات”.
وتابع: “الانضباط الحزبي بالنسبة لي يعني الالتزام بالتصويت على القوانين والمشاريع، ولكن حريتي في التعبير وممارسة دوري الرقابي لن أتنازل عنها، هذا الحق يكفله الدستور لكل المواطنين، فكيف بمن يمثلهم في البرلمان؟، أؤكد أنني أمارس دوري بكل مسؤولية واحترام لثوابت الأمة ولن أسمح لأي جهة بالتدخل في قراراتي أو مواقفي ما دامت تحترم هذه الثوابت”.
وأضاف: “بصفتي مناضلًا حزبيًا، انخرطت في هذا الحزب عن قناعة بأفكاره ومبادئه، ورغم اختلافاتي في بعض المحطات، كنت دائمًا ملتزمًا بقرارات الحزب، سواء في ما يخص التصويت أو حتى في مواجهة القرارات التأديبية التي شملت الطرد والتجميد، ومع ذلك، أتمسك بحقي في الاختلاف والتعبير عن الرأي، وهو حق يكفله الدستور والقانون والنظام الداخلي لمجلس النواب والنظام الأساسي لحزب الأصالة والمعاصرة”.
وتابع: “عندما توافق القيادة الجماعية للحزب والمكتب السياسي الحالي على إعادة انضمامي، رغم علمهم باختلافي معهم، فإن ذلك يعكس قمة الديمقراطية، ويؤكد أننا حزب حي يستحق أن يمثل المغاربة في المرحلة المقبلة، بغض النظر عن الإيديولوجيات. فليس قدر المغاربة أن يظلوا عالقين بين من يوظفون الدين لتحقيق مكاسب سياسية ومن يحصرون السياسة في الإيديولوجيات أو الانتخابات”.
وأبرز المهاجري أن “حزب الأصالة والمعاصرة تأسس في العهد الجديد، حاملاً أفكارًا حديثة تهدف إلى ممارسة السياسة بشكل مباشر ومكن دستور 2011 المغاربة من تمثيلهم في مختلف المؤسسات، بدءًا من رئاسة الحكومة وحتى المجالس الجهوية، مع تعزيز مبادئ التفريع والتدبير الحر، لذلك يجب على الأحزاب أيضًا أن تؤمن بالديمقراطية وتبتعد عن الأساليب التقليدية، وكفى من عقلية الزوايا والثكنات العسكرية”، وفق تعبيره.
وختم المهاجري: “المغاربة بحاجة إلى التعبير عن آرائهم، وحزبنا يثبت أنه حزب ديمقراطي يقبل الاختلاف والدليل هو وجودي داخل المكتب السياسي دون تغيير قناعاتي، مع التزامي بالمواقف التي تعبر عن المواطنين”.
وكانت المنسقة القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة الزهراء المنصوري، أعلنت، صباح اليوم، عودة هشام المهاجري للمكتب السياسي للحزب بعد أزيد من سنة عن تجميد عضويته.
وأوضحت المنصوري، في كلمة لها، خلال أشغال الدورة الثلاثين للمجلس الوطني للحزب، صباح الثلاثاء بقصر المؤتمرات بسلا، أن القيادة الجماعية قررت إلحاق عضوين جديدين بالمكتب السياسي للحزب ويتعلق الأمر بكل من هشام المهاجري وعادل بيطار.
وعبر أعضاء الحزب عن سعادتهم البالغة بهذا القرار، حيث اسحضر رئيس الفريق بمجلس النواب، أحمد التويزي، الأدوار الكبيرة التي يقوم به المهاجري سواء داخل الحزب أو بمجلس النواب، مؤكدا أهمية التفاف جميع أعضاء الحزب استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
يُشار إلى أن البرلماني عن دائرة شيشاوة، هشام المهاجري، كان قد قدم استقالته من منصب رئيس لجنة الداخلية بمجلس النواب، في نونبر 2022، حيث صرح حينها لجريدة “العمق”، بأنه قدم استقالته من هذا المنصب “لأنه يعود للحزب، وبما أن الأخير لم يعد يريديني فلا يمكن أن احتفظ بهذا المنصب”، وفق تعبيره.
المصدر: العمق المغربي