المنصة التجريبية للطاقة الذكية تستثمر مليونَي درهم في مختبر بالجديدة

كشفت معطيات تفصيلية، توفرت لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المنصة التجريبية للطاقة الذكية، التي تعد أول مختبر مغربي صيني مشترك في ميدان الطاقات الخضراء والتي تهدف إلى إنتاج وتطوير تقنيات تهم الإنتاج والتخزين، فاقت تكلفتها حوالي مليونيْ درهم مغربي، وأن هذا المختبر سوف يشمل ثلاثة فرق بحثية مُمثلة للأطراف الموقعة على اتفاقية تدشين المنصة المذكورة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة.
ووفق ما أكدته إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، فإن الهدف من تدشين هذا المختبر الأول من نوعه على مستوى المملكة يتمثل أساسا في تقوية قدرات الطلبة المهندسين والأساتذة الباحثين على مستوى تطوير وإنتاج التقنيات المتطورة في ميدان الطاقات المتجددة، مُبرزة أن “هناك رهانا على أن يتم تعميم هذه التجربة على باقي الجامعات بالمملكة المغربية”.
وفي 14 فبراير الجاري، جرى، بمقر المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة، تدشين المختبر المغربي الصيني المشترك في ميدان الطاقات المتجددة، كثمرة اتفاقية شراكة بين جامعة أبي شعيب الدكالي وشركة شبكة كهرباء شينجيانغ الحكومية المحدودة وجامعة شيآن للتكنولوجيا”.
عبد الصمد حجاجي، مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة، أفاد بأن “هذه المنصة التجريبية للطاقة الذكية هي أول مختبر مغربي مشترك في ميدان الطاقات الخضراء والمتجددة، مع الفاعل الأكاديمي والاقتصادي الصيني”، مبرزا أنه “ثمرة شراكة جد متميزة بين جامعة أبي شعيب الدكالي وشركة “هاديانغ” (شركة شبكة كهرباء شينجيانغ الحكومية المحدودة)، التي تعد من كبريات الشركات الصينية”.
وكشف حجاجي، ضمن دردشة مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه المنصة التجريبية كلّفت الشركة المذكورة، التي تعد ممول المشروع، حوالي 230 ألف أورو، (أي ما يعادل حوالي مليونيْ و400 ألف درهم مغربي)”، مؤكدا أنها “هي من تكلفّت بكلفة التجهيزات التكنولوجية المتقدمة التي يضمها المختبر الجديد”.
“تتضمن المنصة جزءين (جناحين)؛ الأول مرتبط بتقنيات إنتاج الطاقات المتجددة بما فيها الطاقة الشمسية Énergie solaire photovoltaïque، والثاني يهم تقنيات التخزين، خصوصا التخزين، ويهم هذا الجانب بدوره شقين، أحدهما يهم البطاريات والثاني يهم الموصلات الفوقية les supraconducteurs”، وفق المصدر نفسه، مفيدا بأن “المختبر يحاكي الإنتاج في ظل الظروف المناخية التي يتطلبها توليد الطاقة من الطاقات المتجددة أو النظيفة، فضلا عن تلك المتصلة بالتخزين”.
وبسؤاله عن تركيبة الفريق البحثي المكون للمختبر/ المنصة التجريبية للطاقة الذكية، أوضح حجاجي أن “هذا المشروع يشمل ثلاثة فرق بحثية؛ أحدها يمثل جامعة أبي شعيب الدكالي، والثاني يمثل جامعة “شيان”، فيما يمثل الثالث الشركة الصينية الممولة للمشروع”.
وشدّد الجامعي نفسه على أن “الهدف الأساسي من هذا المختبر، الذي سوف يشمل كل ما يتصل بالتدبير الذكي للطاقات الخضراء، هو تقوية تكوين الطلبة والباحثين والمهندسين في هذا الميدان؛ حيث ستكون المنصة مفتوحة دائما في وجوههم”، مؤكدة أن “المرحلة التي نحن بصددها هي أولى؛ ولكن سوف تعقبها أخرى تفتح فيها مدرسة العلوم التطبيقية والجامعة الباب أمام التعاون مع كل الجامعات المغربية، لتمكين باحثيها من الولوج والاستفادة”.
وبشأن مستقبل الشراكة في ميدان الطاقات الخضراء بين الفاعلين الصينيين المعنيين وجامعة أبي شعيب الدكالي ومختلف الجهات المغربية المعنية خصوصا، استحضر حجاجي أن “شركة صينية متخصصة في البطاريات تنشط بتراب الجديدة، حضرت إلى جانب شركات صينية ومغربية كثيرة حفل تدشين المختبر”، مفيدا بأن “الفاعل الصيني يرفع سقف طموحاته في ميدان الطاقات المتجددة بالمغرب”.
في هذا الصدد، أوضح المتحدث نفسه أن “جامعة شيان وشركة “هاديان” لديهما رغبة واضحة في المضي بالاستثمار في مشاريع الهيدروجين الأخضر المغربي”، مؤكدا أن “الهدف ليس فقط إنشاء مختبر، وإنما تعميم هذه التجربة على الصعيد الوطني، أي بكل الجامعات المغربية”.
مقدمة تفاصيل إيضاحية، حول المشروع المذكور أكدت صحيفة “شعب” الصينية، غداة حفل تدشين المختبر المغربي الصيني للتغطية الخضراء، أن “شركة شبكة كهرباء شينجيانغ الحكومية المحدودة ستسهر في إطاره على توفير الاستشارات الفنية والحلول في مجال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح”؛ مما “سيساعد المختبر على تذليل الصعوبات التقنية”.
وأفادت الصحيفة، ضمن معطيات توفرت لها، بأن “الشركة المذكورة ستعمل على تشكيل فريق بحثي، يركز على مراقبة قوة العزل ووضع شيخوخة أنظمة الطاقة الكهروضوئية”؛ وذلك “إلى جانب استكمال نمذجة عمر شيخوخة العزل لأنظمة الطاقة الكهروضوئية في ظل المناخات القاسية، واستخدام أجهزة استشعار الألياف البصرية لجمع البيانات ونقلها بدقة عالية”.
وأكد المصدر نفسه أن بناء المنصة التجريبية للطاقة الذكية سوف “يسهم في تعزيز التعاون على صعيد الابتكار العلمي والتكنولوجي بين البلدين، كما سيقدم التدريبات الفنية ويرعى المواهب العلمية والتكنولوجية من المغرب والدول الإفريقية”.
وأوضحت أن هذه المنصة “هي أول مختبر مشترك في مجال الطاقة النظيفة بين الصين والمغرب، منذ أن طرحت قمة الصين والدول العربية في عام 2022 خطة لإنشاء مختبرات مشتركة بين الصين والدول العربية”، مبرزة أنه “سيمثل مرحلة جديدة في التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والمغرب في مجالات الطاقة الخضراء والمواد المتقدمة”.
المصدر: هسبريس