اخبار المغرب

المنتخب النسوي.. طموحات عالية ونتائج متواضعة

أنهى المنتخب النسوي فترة التوقف الدولي يوم أمس الثلاثاء، من خلال مواجهة منتخب هايتي الودية التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، الأمر الذي طرح مجموعة من التساؤلات حول جاهزية اللبؤات لخوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستقام بالمغرب خلال الصيف المقبل.

وكانت سيدات المنتخب الوطني قد تمكنَّ من الانتصار على المنتخب الغاني بهدف نظيف، وذلك خلال ودية يوم الجمعة الماضي التي لم تظهر من خلالها ملامح المنتخب البطل القادر على إنهاء حدث قاري على منصات التتويج، بالنظر إلى الظروف والإمكانيات المتوفرة.

الرهان القاري

من المرتقب أن يقوم الناخب الوطني خورخي فيلدا بإعادة ترتيب أوراقه قبيل انطلاق منافسات “الكان” المقبل، والذي يعتبر بمثابة اختبار حقيقي للكرة الوطنية النسوية التي طرحت مجموعة من التساؤلات خلال الأشهر الماضية، خصوصًا بعد الفشل في التأهل لنهائيات بطولة كرة القدم بأولمبياد باريس 2024، فضلاً عن عدم الإقناع خلال المباريات الودية والرسمية الأخيرة.

ومن المنتظر أن تتم برمجة مجموعة من المواجهات الودية خلال الفترة المقبلة، وذلك تمهيدًا لبطولة كأس إفريقيا التي ستنطلق خلال شهر يوليوز المقبل، ما يضع المدرب فيلدا، الذي توج بكأس العالم مع إسبانيا، أمام فرصة لفرض أسلوبه والاستقرار على تشكيلة تضم أسماء وازنة لتحقيق المشاركة المثالية للدفاع عن التاج القاري الذي سقط من اللبؤات لصالح جنوب إفريقيا خلال المشهد الختامي للنسخة الماضية التي أقيمت بالمغرب.

تحديات بالجملة

رغم الظروف المثالية التي توفرها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتطوير كرة القدم النسوية، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في يد الأندية الوطنية والأكاديميات واللاعبات المغربيات في مختلف الأندية الدولية، الأمر الذي يساهم في تشكيل مجموعة من الأسماء من مختلف المراكز والأندية، ما يضع مجموعة من الخيارات في يد الناخب الوطني، كما يحدث في منتخب الرجال حينما يتم استدعاء عدد من اللاعبين من مختلف الدوريات الأوروبية أو العربية.

ومن المنتظر أن تشهد قائمة “الكان” المقبل استدعاء عدد من لاعبات الجيش الملكي، الذي يمنح لاعبات في المستوى للمنتخب الوطني، نظرًا لاهتمام إدارة الفريق العسكري بالكرة النسوية وتطويرها لترقى لمستوى التطلعات خلال المنافسات والبطولات المقبلة، علماً أن الفرع النسوي لنادي الجيش الملكي يعيش بدوره موسمًا صعبًا فرَّط من خلاله في لقب دوري أبطال إفريقيا، مع احتلالهن صدارة الدوري الاحترافي برصيد 47 نقطة.

ملف اللبؤات بعين تقنية

من جهته، أكد الإعلامي الرياضي إدريس عموري أن النتائج التي يحققها المنتخب الوطني للسيدات خلال الفترة الحالية هي نتيجة التكتيك الجديد الذي تلى تغيير المدرب الفرنسي رينالد بيدروس وتعويضه بالإسباني خورخي فيلدا، مشيرًا إلى أن اللبؤات يسرن في الطريق الصحيح رغم مجموعة من التحديات.

وقال عموري في تصريح لجريدة “العمق”: “بخصوص نتائج منتخب السيدات، لا يخفى على الجميع أننا كنا نمني النفس بالتأهل لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، كما أن المغرب استثمر بشكل كبير في الكرة النسوية، لكن مع الأسف لم نحقق بعض الأهداف بعد الفشل في المباراة الحاسمة أمام المنتخب الزامبي المتطور، والذي يعد من أقوى 4 مدارس في الكرة النسائية، كنيجيريا، جنوب إفريقيا، والمغرب كذلك.”

وأضاف: “مستوى المنتخب تراجع قليلاً وهذا الأمر يعود لمجموعة من الأمور، منها تغيير المدربين حينما تم الانتقال من المدرسة الفرنسية وإقالة بيدروس إلى تعيين الإسباني خورخي فيلدا. وهنا نتحدث عن مدرستين مختلفتين بشكل كبير، أسلوب لعبه يحتاج لوقت لكي نشاهد التأثير الفعلي على رقعة الميدان”.

وتابع: “بالعودة لمسار خورخي فيلدا مع المنتخب الإسباني، فطريقة لعبه بمثابة الصورة الكربونية لمنتخب الرجال الذي يلعب تحت قيادة دي لافوينتي الذي يعتمد بدوره على خطة التموضع ولعب الكرات من الخلف، وهذا ما لم نتابعه مع المدرب الفرنسي السابق بيدروس”.

وواصل: “الآن فيلدا أمام اختبار حقيقي لخلق أسلوبه وتطبيقه خلال المباريات، وهذا ما شاهدناه مع المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا الذي يعتمد بدوره على اللعب التموضعي، والذي يتطلب وقتًا طويلاً حتى نشاهد ذلك المستوى الذي بدأ يظهر قليلاً.”

وتابع: “فيلدا يحتاج الوقت لنرى المنتخب بصورة جيدة، وإنزال مشروع اللاعبات لا يتم سوى خلال التجمعات الدولية، وذلك من خلال المواعيد التي يحددها الاتحاد الدولي لكرة القدم. والمنتخب المغربي يعيش على واقع تغيير كبير في التركيبة البشرية، هناك جيل جديد، وهناك لاعبات غادرت، وهذه كلها عوامل مؤثرة طبعًا، أعتقد أن هذا المنتخب يعيش فترة انتقالية وسندخل مرحلة جديدة لنقول كلمتنا خلال “الكان” المقبل”.

واختتم: “الكل تفاجأ بالتعادل السلبي أمام هايتي، إلا أن هذا منتخب جميل وسبق له أن واجه مجموعة من المنتخبات القوية نظرًا لمنطقة الكونكاكاف التي تهتم بكرة القدم النسوية، وبرأيي المنتخب قدم نتيجة إيجابية، والتعادل أمر مقبول ولا ينقص من قيمة المنتخب الوطني المغربي.”

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *