شهدت حركة السياحة المغربية نحو تركيا تراجعًا خلال الفترة الأخيرة وفق معطيات رسمية تركية، إذ أظهرت آخر البيانات الصادرة عن مديرية الثقافة والسياحة في إسطنبول أن عدد السياح القادمين من المغرب إلى هذه المدينة السياحية خلال شهر يوليوز انخفض بنسبة بلغت 1,6 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام، ليستقر عند 20 ألف سائح مغربي.

ويأتي هذا التراجع في سياق عام اتسم بتسجيل انخفاض في أعداد السياح العرب الوافدين على هذه المدينة التركية، خاصة المنحدرين من دول الخليج، إذ انخفضت نسبة السياح من المملكة العربية السعودية بنسبة قاربت 13 في المائة خلال يوليوز الماضي، وزار إسطنبول 95 ألف سائح سعودي، في وقت وصل هذا الرقم في الشهر ذاته من السنة الماضية إلى أكثر من 108 آلاف سائح.

وفق البيانات ذاتها سجل عدد السياح العراقيين أيضًا انخفاضًا خلال هذه الفترة بنحو 12,5 في المائة، ليستقر عند 38 ألفًا فقط؛ فيما سُجلت أكبر التراجعات في صفوف السياح الكويتيين والأردنيين الذين انخفضت نسبة الوافدين منهم على إسطنبول بما نسبته 23 و20,5 في المائة على التوالي.

وفي ما يخص بقية دول شمال إفريقيا فإلى جانب المملكة المغربية سجل عدد السياح الوافدين على إسطنبول من الجزائر انخفاضًا بنسبة 1,3 في المائة، بينما شهد توافد السياح من مصر وليبيا وتونس تراجعًا ملحوظًا تراوح بين 13 و20 في المائة، فيما تصدر السياح الروس والألمان والأمريكيون قائمة السياح في هذه المدينة التركية في يوليوز المنصرم.

في هذا السياق قال الزبير بوحوت، خبير في المجال السياحي، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “انخفاض أعداد السياح العرب، ومنهم المغاربة، الوافدين على الوجهة السياحية التركية في الآونة الأخيرة، يعكس وجود تحولات في خيارات السفر لدى هذه الفئة، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة التي تواجهها هذه الوجهة من دول أخرى”.

وأوضح الخبير السياحي ذاته أن “من أبرز الوجهات المنافسة نجد إسبانيا والبرتغال، اللتين أصبحتا تجذبان عشاق السياحة الشاطئية وطورتا عروضًا تنافسية على هذا المستوى، إلى جانب دول أخرى تتطور هي الأخرى شيئًا فشيئًا وبدأت اجتذاب السياح من مختلف بقاع العالم، على غرار فيتنام وكرواتيا ووجهات أخرى”.

وشدد بوحوت على أن “السياح القادمين من الدول العربية كانوا يتوجهون تقليديًا إلى دول بعينها، منها تركيا، قبل ظهور وجهات تنافسية عديدة في أوروبا وآسيا وغيرها، وبالتالي فإن المطلوب من الوجهات السياحية الواعدة، ومن ضمنها المغرب، هو اليقظة من هذه المنافسة وتطوير العروض السياحية وتقديم باقات تناسب مختلف الأذواق والشرائح، وهذا ما يجعل وجهة ما ذات جاذبية”.

المصدر: هسبريس

شاركها.