في مبادرة إنسانية جديدة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، طلب الملك محمد السادس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بإيصال مساعدات مغربية إلى القطاع المحاصر.

وبحسب ما كشفه موقع “إسرائيل اليوم” العبري، فإن المغرب يعتزم إرسال مساعدات إنسانية، أغلبها مواد غذائية، جوا إلى مطار بن غوريون بتل أبيب، على أن يتم نقلها بعد ذلك بالشاحنات إلى معبر كرم أبو سالم للدخول إلى غزة.

وأوضح الموقع الإسرائيلي أن الخطة المغربية تتضمن استخدام ثماني طائرات نقل عسكرية من طراز “هيركوليس”، مشيرا إلى أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ناقش الموضوع بالفعل، في حين تقوم الوزارات المعنية داخل إسرائيل حاليا بدراسة جدوى تنفيذ الخطة.

ويأتي هذا الطلب في سياق المبادرات الإنسانية التي أطلقها الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، حيث سبق أن أمر بإرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى غزة عبر معبر رفح في عملية وُصفت بـ”غير المسبوقة”، لكونها كانت أول عملية نقل مساعدات برا إلى القطاع عبر طريق غير مسبوق.

هذا التحرك المغربي جاء في وقت صعدت فيه عدد من الدول الأوروبية من ضغوطها لإدخال مساعدات إلى غزة، حيث قدمت كل من إسبانيا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا طلبات رسمية إلى إسرائيل للسماح بإسقاط مساعدات جوا داخل القطاع، عبر سلاح الجو الأردني الذي سينفذ المهمة نيابة عنها.

وذكر الموقع ذاته أن إسرائيل وافقت على جميع هذه الطلبات، بما فيها الطلب الفرنسي، رغم التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أعلن فيها عزمه الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية، في موقف أثار غضب الحكومة الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنها قررت تعليق العمليات العسكرية يوميا في المناطق المكتظة بالسكان في غزة، من الساعة 10 صباحا إلى 8 مساء بالتوقيت المحلي، مع تخصيص ممرات آمنة بين الساعة 6 صباحا و11 ليلا لمرور قوافل المساعدات.

لكن في المقابل، تواجه هذه التحركات اتهامات واسعة بتكريس المعاناة الإنسانية في غزة، حيث اعتمدت تل أبيب وواشنطن، منذ 27 ماي الماضي، خطة لتوزيع مساعدات محدودة خارج إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تحت إشراف ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”.

وقد تسببت هذه الآلية، بحسب مصادر فلسطينية، في مفاقمة معاناة المدنيين، إذ يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات، ما يدفعهم إلى المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع ممنهجة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس الماضي بإغلاق كافة المعابر أمام المساعدات الإنسانية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة ووصولها إلى مستويات وُصفت بـ”الكارثية”.

ورغم سماح الاحتلال، منذ الأحد الماضي، بدخول عشرات الشاحنات إلى القطاع، إلا أن احتياجات غزة تتجاوز 500 شاحنة يوميا كحد أدنى لإنقاذ الأرواح، وفق جهات دولية، بينما يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال يعمّد الفوضى لتسهيل عمليات النهب والسرقة.

وقال المكتب، مساء الاثنين، إن ما دخل فعليا لا يتعدى 87 شاحنة، وإن “غالبيتها تعرضت للنهب بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمدا”.

وبحسب أحدث إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر وحتى الأربعاء بلغ 154 شهيدا، بينهم 89 طفلا.

وتشير الحصيلة الإجمالية للعدوان إلى أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل حرب إبادة جماعية مستمرة، بدعم أمريكي، تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير، في تحدٍّ صارخ للقرارات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت إسرائيل بوقف العدوان فورا.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.