الملك جدد “يده الممدودة” للراغبين في منفذ نحو المحيط.. ومن يرفض “مُعرقل”
اعتبر زهر الدين الطيبي، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، بجامعة محمد الأول بوجدة، رسالة الملك محمد السادس، إلى الجهات الراغبة في منفذ إلى المحيط الأطلسي عبر الصحراء، تجدد التأكيد على انفتاح المغرب على جواره في إطار سياسة “اليد الممدودة”، مشيرا إلى أن الدول التي ترفضها، نيتُها “عرقلة” مساعي إيجاد حلول سلمية ودائمة بالصحراء المغربية.
وأوضح الأستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية بوجدة، في تصريح لجريدة “العمق”، تعليقا منه على الخطاب الملكي أمس بمناسبة المسيرة الخضراء، أن الملك محمد السادس أكد في خطابه على أن الأقاليم الجنوبية، تعرف ثلاثة عوامل وصفها بالمهمة والمساندة للحل النهائي لقضية الصحراء.
وتتعلق هذه العوامل، وفقًا للطيبي، بالبيعة التي تربط سكان الأقاليم الجنوبية بالمؤسسة الملكية وتشبتهم بالعرش العلوي، ثم النهضة التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية والاستثمارات التي يقوم بها المغرب في ظل استقرارها، ثم تزايد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي كحل وحيد ودائم.
وفي هذا الإطار، عبر المتحدث، عن تأسفه لمطالبة بعض الجهات بإجراء استفتاء في الصحراء في الوقت الذي يطالب فيه المغرب بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، مشيرا إلى أن الأمر يعد متجاوزا ولم يعد بالإمكان تنزيله.
وبخصوص رغبة بعض الجهات، في إيجاد منفذ نحو المحيط الأطلسي عبر الصحراء، أشار زهر الدين الطيبي، لعدم ممانعة المغرب وتقديمه لمبادرات في هذا الإطار، بمنطق “رابح رابح” وفك العزلة عن دول الساحل الافريقي، ضمن علاقات مبنية على أسس واضحة ومتينة، مسلطا الضوء على استغلال بعض الجهات لهذا الملف من أجل تصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن مسألة قيادة المنطقة المغاربية، بمفهوم “الزعامة”، لم يعد موجودا أو مطروحا على طاولة النقاش، باعتبار أن المغرب لا يزال يمد يده إلى الجزائر وباقي دول الجوار، إلا أن “طغمة” ترفض ذلك، وتفكر بمنطق قديم يتعلق بالاستفتاء و”وضع العصا في العجلة”، بهدف تصدير الأزمات لمحيطها الخارجي.
وكان الملك محمد السادس، قد شدد في خطاب موجه إلى الشعب المغربي، أمس الأربعاء بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، على أهمية هذه المناسبة التاريخية التي تمثل نقطة تحول حاسمة في استرجاع الصحراء المغربية وعودة حقوق شعبه.
وأكد الملك محمد السادس في خطابه على “التشبث بمغربية الصحراء” و”تعلق المغاربة بمقدسات الوطن”، مشيرًا إلى العلاقة التاريخية القائمة بين سكان الصحراء وملوك المغرب، والتي تجسد التلاحم الوطني المتين. وقال إن هناك أطرافًا تطالب بتنظيم استفتاء في الصحراء المغربية، رغم أن الأمم المتحدة قد تخلت عن هذه الفكرة، وأن تطبيقها أصبح مستحيلًا.
وأضاف أن هذه الأطراف في الوقت نفسه ترفض السماح بإحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف، موجهًا انتقادًا لاذعًا لأولئك الذين يأخذونهم كرهائن في ظروف صعبة، من الذل والإهانة، و الحرمان من أبسط الحقوق.
وأشار الملك إلى محاولات البعض استغلال قضية الصحراء للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، ولكن أكد أن المغرب لا يرفض هذا التوجه، بل على العكس، فقد اقترح مبادرة دولية تهدف إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، في إطار شراكة وتعاون يخدم تحقيق التقدم المشترك لجميع شعوب المنطقة”.
وتطرق الملك محمد السادس إلى أطراف أخرى تسعى إلى استغلال قضية الصحراء لتغطية مشاكلها الداخلية الكثيرة، مؤكدًا أن هذه التصرفات لن تثني المغرب عن مواقفه الثابتة في الدفاع عن وحدته الترابية.
المصدر: العمق المغربي