تمخض الجبل فولد فارا. انه حال جريدة لموند الفرنسية التي تضمر للمملكة المغربية حقدا دفينا. وهذا ليس وليد اليوم بل موقف تعبر عنها من فينة لاخرى. لذا لن نتفاجأ نحن المغاربة بما تنشره من مقالات سلبية خدمة لاجندة خسيسة مدفوعة الأجر. وما الخرجات الأخيرة لهذه بشان صيرورة الملكية في المغرب الا واحدة من هذيانها. مقالات عبارة عن ما يتم تداوله في صحافة الرصيف التي لا تستند على اي اساس وبعيدة كل البعد عن الواقع المغربي وتجدر ملكيته التي هي رمز وحدته وضمان سلامته و استقراره وحافظ كرامة شعبه.
والحال فإن محاولة الإساءة الى الملكية في المغرب انعكست سلبا على هذه نفسها ، اذ سقطت في فخ من يريد التشويش على الملكية في المغرب ووضعت نفسها في موقف حرج احط من قيمتها كجريدة عتيدة وذات صيت واسع، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، لان المكانة التي تبوأتها المملكة المغربية، بفضل القيادة الرشيدة والحكيمة لصاحب الجلالة، لن تتأثر بمثل هذه المقالات المبتذلة.
فبدل ان تتناول هذه الازمات المتعددة الابعاد التي تمر منها فرنسا على مختلف المستويات من اقتصادية، واجتماعية وسياسية وخاصة فقدانها لوزنها وهيبتها خاصة في افريقيا، قامت بالنبش في بلد صديق المملكة المغربية، بنشر هراء الكلام من نسج خيال المعتوهين. والحال فإن هذه الادعاءات المغرضة لن تعدو ان تكون سوى استنساخ حقد قديم تحاول الصحيفة توظيفه لخدمة مصالح من استأجرها للنيل من سمعة المغرب التي هي اسمى من هذه وممن وظفها لهذه الغاية.
الدليل على ذلك، ان لوموند لم تاتي بما يستاثر اهتمام القارىء بالتطرق الى وقائع ملموسة او افتراضات مستوحات من اختلال أوضاع محددة في المملكة الشريفة. وكل ما بررت به تراهاتها، هي عبارة سرد افتراضات مملة عن “نهاية العهد”، وصيغتُها بكل ما فيه دلالة: صور جلالة الملك محمد السادس والشارع، وصوت الميديا، يتحدّثون بلغة التهويل. وهنا نتساؤل هل هذا العمل صحافي الهادف، أم عمل ترف التهويل الصحافي المنحرف؟
وكل من يتابع المشهد المغربي، يعرف أن المملكة تعرف تقدّما ملحوظا تحت القيادة المتبصّرة لجلالته. واستشهد بذلك:
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين قال: « منذ سنة 1999، وبقيادة جلالتكم، شهد المغرب تحولات كبيرة… تنمية منسجمة وشاملة ومستدامة، خاصة لفائدة الشباب».
والرئيس الصيني شي جين بينغ حين ألمح إلى: « الاستقرار والوحدة والنمو الاقتصادي في المغرب، ودوره الإيجابي على الساحة الدولية والإقليمية».
إن هذه الشهادات ليست هبة، بل حصيلة عمل دؤوب ومسيرة إصلاحية جريئة من المدونة الجديدة للأسرة إلى البنيات التحتية الكبرى، من ميناء طنجة المتوسط إلى شبكة الترام والقطار العالي السرعة، وصولاً إلى المشاريع التنموية في إفريقيا.
الملكية في المغرب ليست مجرد نظام حكم، بل هي نموذج يحتذى به على مختلف الاصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية والصناعية مما جعل منها قوة إقليمية فريدة. والملك ومحمد السادس ليس رمز دولة فحسب، بل هو عنوان الوطنية وواحد من المقدسات الاساسية. وأي تطاول عليه هو مسّ بكل الهوية الوطنية بمختلف تجلياتها.
وقد عبّر جلالته بنفسه حين قال: “اللهم كثر حسادنا”، تعبيراً عما نواجهه من محاولات تشويه. والشعب المغربي لن يقف مكتوب الايادي ضد كيد الاعداء، ولن يفرط في الدفاع عن استقرار بلاده وولائه لعرشه.
فرغم ما طال صاحب الجلالة من أمراض من حين لاخر، لا يزال يجول ربوع المملكة، يراقب المشاريع ويعزز التنمية، مضحيا بصحّته في خدمة وطنه. فليعلم لو موند أن المغاربة لا يساومون على ولائهم، وأن أمتنا، بقيادة العرش، تبني حاضرها ومستقبلها بعيون مفتوحة وأقدام ثابتة.
نسأل الله العلي القدير أن يمنّ على جلالته بالصحة وطول العمر، وأن يحفظ المغرب، وطن الولاء والاستمرارية، من كل مكروه، وترتفع رايته خفّاقة بين الأمم .
المصدر: العمق المغربي