اخبار المغرب

الملف وصل البرلمان.. مستشفى تطوان يقدم روايته بشأن “طرد” سيدة حامل في حالة مخاض

قدمت إدارة المستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بمدينة تطوان، توضيحها بخصوص الجدل الذي أثارته  اتهامات وجهها رئيس جماعة تازروت بإقليم العرائش، وقابلة (مُولِّدة) بنفس المنطقة، بـ”رفض المستشفى استقبال امراة حامل وطردها بطريقة مهينة رفقة زوجها ومولدة تابعة للمركز الصحي مولاي عبد السلام بن مشيش وسائق سيارة إسعاف تابع لجماعة تزروت”، وهو الملف الذي وصل إلى البرلمان.

وقالت إدارة المستشفى في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إنها تنفي نفيا قاطعا رفض المستشفى استقبال سيدة حامل، واضطرها للوضع في الشارع العام.

وأوضحت الإدارة أن “السيدة المعنية وصلت عبر سيارة إسعاف تابعة للجماعة الترابية تزروت بإقليم العرائش، دون سلك المساطر الإدارية المنظمة وفي غياب أي تنسيق رسمي مسبق”.

وأضاف البلاغ أنه بعد الفحص من طرف الطبيب المداوم بمصلحة الولادة، وبحضور الحارس العام الممثل للإدارة وكذا الفريق المداوم، حيث استغرق الفحص والعناية ما يناهز 30 دقيقة، تبين أن الحالة غير مستعجلة وتم توجيهها إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، المرجع الصحي للإقليم حسب مسار العلاجات”.

وخلصت الإدارة إلى أن السيدة وضعت مولودها بشكل طبيعي وفي ظروف جيدة بمستشفى محمد الخامس ليلة الخميس صبيحة الجمعة، داعية إلى “تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة”، مؤكدة “التزامها بخدمة المرتفقين والعمل على تجويد العرض الصحي بالإقليم وفقا للضوابط القانونية والمهنية الجاري بها العمل في هذا الإطار”.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى الساعة العاشرة والنصف من مساء الخميس 17 أبريل الجاري، حين نُقلت سيدة حامل في وضعية مخاض، على وجه الاستعجال، من جماعة تازروت بإقليم العرائش إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان، رفقة مولدة تابعة للمركز الصحي بتازروت عبر سيارة إسعاف جماعية.

وبحسب ما جاء في مراسلة وجهها رئيس جماعة تازروت، أحمد الوهابي، إلى عامل إقليم العرائش، تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها، فإن “الطبيب المدوام بمستشفى تطوان رفض استقبال السيدة الحامل بمبرر أن المستشفى لا يستقبل الحالات الواردة إليه من مناطق جغرافية غير محسوبة عليه إداريا، وبأن الحالة المعنية يتوجب توليدها بالمستشفى الإقليمي للا مريم بالعرائش”.

وأضاف الوهابي أن الطبيب المذكور “أصر على موقفه رغم إحاطته من قبل المولدة المرافقة بإكراه بعد المسافة الذي يتجاوز 113 كلم التي تفصل جماعة تزروت عن العرائش، مقابل 56 كلم التي تفصلها عن تطوان، والتي استدعتها الحالة الحرجة للمرأة الحامل”.

وكشف المسؤول المنتخب عن “اتخاذ إجراء التوجيه إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان عبر التنسيق الإقليمي الذي أكد بأن المندوب الإقليمي للصحة بتطوان أحيط علما بالحالة من قبل نظيره مندوب الصحة بالعرائش، وعبَّر عن الموافقة على استقبال تلك الحالة”، مشيرا إلى أن ذلك “لم يجدي أي نفع”، وفق تعبيره.

واتهم رئيس الجماعة المذكور، الطبيب المداوم في تلك الليلة بـ”تعريض المولدة والمرأة الحامل وزوجها وسائق سيارة الإسعاف الجماعية، للطرد ولإهانات شديدة واعتداءات لفظية مشينة”، مشيرا إلى أن ذلك تم بحضور الحارس العام بالمستشفى وبمساعدة حراس الأمن الخاص.

وتابع في مراسلته إلى عامل العرائش، بأن القابلة اضطرت، عقب ذلك، إلى نقل السيدة الحامل عبر سيارة الإسعاف الجماعة في حالة صعبة إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة الذي استقبلها وخضعت فيه للولادة، حسب قوله.

ووجهت المولدة التي رافقت السيدة الحامل إلى مستشفى تطوان، تقريرا عن تفاصيل ما وقع، إلى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالعرائش، تتوفر “العمق” على نسخة منه، فيما أعلن فرع النقابة المستقلة للممرضين بالعراش، عن تضامنه المولدة المذكورة، مطالبا بـ”فتح تحقيق فوري وجاد واتخاذ إجراءات حازمة في حق كل من ثبت تورطه في هذه الواقعة”، وفق بلاغ تتوفر “العمق” على نسخة منه.

ووصل الملف إلى قبة البرلمان بعدما وجه النائب البرلماني ورئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، محمد أوزين، سؤالا كتابيا في الموضوع إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، مشيرا إلى أن “رفض المستشفى استقبال سيدة حامل قادمة في حالة مخاض مستعجلة، “حادثة لا إنسانية أثارت استياء واسعا، ليس لدى عائلة المعنية وقبيلتها فحسب، بل لدى كل من علم بهذا التصرف اللامسؤول”.

وطالب أوزين من وزير الصحة، أمين التهراوي، بـ”فتح تحقيق فوري في الموضوع ومحاسبة المتورطين في هذا الفعل اللامسؤول وغير الإنساني”، مسائلا إياه عن “التدابير التي ستتخذونها لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، خاصةً في الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلًا سريعًا لإنقاذ أرواح المواطنين؟”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *