المقاومة بغزة تقف على أرض صلبة وهذه سيناريوهات الحرب
تطورات خطيرة يعرفها العدوان على قطاع غزة، في مشهد يندر بكارثة إنسانية هي الأسوأ والأبشع خلال السنوات الأخيرة، في ظل عجز دولي عن إيقاف الحرب ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الإبادة.
في ظل هده التطورات المعقدة، يرفض الاحتلال الإسرائيلي أي هدنة ويعمل على تدمير ما تبقى من القطاع، وهو عالق اليوم بين التدمير والقتل الوحشي دون تحقيق أي إنجاز سياسي.
نتنياهو يخشى المحاسبة
إبراهيم المدهون، كاتب ومحلل سياسي فلسطيني، قال في هدا الإطار إن نتنياهو غير قادر على اتخاد قرار الهدنة لأنه يخشى من أن يؤدي وقف الحرب إلى هزيمة كبيرة للاحتلال، كما يخشى تحميله المسؤولية ومحاكمته، ناهيك عن كون جنرالات الحرب يخشون من وقفها وفي نفس الوقت غير قادرين على تحقيق إنجاز عسكري، لتحرير الأسرى والقضاء على المقاومة.
وأشار الباحث في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا صعبة جدا، وحالة تجويع وحصار ومجازر وحشية، وواقع إنساني يحتاج إلى جهود الدول العربية والمسلمة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأكد المدهون، أن المقاومة لازلت تقف على أرض صلبة، وتنفذ يوميا عمليات إطلاق صواريخ وتكبد الاحتلال الخسائر، مبرزا أن آخر عملية نفدتها هي عملية الزنة، حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية قتل وإصابة عشرات الجنود مما أدى إلى انسحاب الاحتلال من خانيونس، كما أن هناك تغيرا في المزاج الدولي، والعالم بات يريد إنهاء هده الحرب، وبايدن مصر على وقف العدوان لكنه حتى اللحظة لم يضغط على إسرائيل.
عملية رفح
حذر الباحث من أن يظل الحال كما هو عليه، وأن يستمر الاحتلال في المجازر للوصول إلى تنفيد عملية في رفح، قائلا إن تنفيذ هده العملية ستكون بمثابة كارثة إنسانية كبيرة، بالنظر لوجود أزيد من مليون ونصف المليون فلسطيني في رفح، وتنفيد عملية عسكرية بالمنطقة سيؤدي لمجازر مروعة، مضيفا “رغم أن الاحتلال منهك إلا أنه يعتبر وقف إطلاق النار، هزيمة له، ويخشى من تكرار عملية طوفان الأقصى”.
من جهة أخرى، وحول حديث البعض عن تهور حركة حماس، وارتكابها خطوة غير محسوبة العواقب، مما تسبب للفلسطينين في عيش واقع إنساني صعب، قال إبراهيم المدهون، إن الشعب الفلسطيني أيد عملية طوفان الأقصى، لكن ما لم يكن متوقعا هو أن تشارك الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي في هدا العدوان، وأن يقف العالم صامتا.
وتابع في السياق ذاته، “لا يمكن لوم الضحية، وتحميلها المسؤولية، في حين أن المجرم هو الاحتلال، وجرائمه معروفة قبل السابع من أكتوبر، بدءا من عمليات التهجير والقتل في 1948، ومجازر صبرا وشتيلا، وتل الزعتر، ودير ياسين، وغيرها من الجرائم المروعة”.
وقال الباحث إن الفلسطينيين بطبعهم مقاتلون وثائرون، مضيفا أن المقاومة “مهما كانت تكلفتها عالية تستمر وهي على حق، تدافع عن المسجد الأقصى وغزة والضفة الغربية، والأسرى الدين كان يتجاوز عددهم أزيد من 6000 أسيرا”.
وخلص المدهون إلى أن “المعركة لم تنتهي بعد، وهذه المجازر المرتكبة، تعتبر جرائم ضد الإنسانية يجب أن يعاقب عليها الاحتلال وفق القوانين الدولية، وإن عجزت الهيئات الدولية عن ذلك فإن الفلسطينيين يعاقبونه عن طريق المقاومة”.
المصدر: العمق المغربي