المغرب يقترح إحداث تكتل عربي لمحاربة التطرف والأخبار الزائفة بالفضاء الرقمي
قال محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن “وطننا العربي يزخر بالصناعات الثقافية والإبداعية، ويحتاج إلى منصة احترافية تحيط بجميع حلقاتها ومسالكها و تشكل سوقا واسعة لترويج منتوج الصناعات الثقافية والإبداعية لكافة الفاعلين بالبلدان العربية”.
واقتراح بنسعيد في كلمة له خلال أشغال الدورة 24 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي اليوم الأربعاء بالرباط 15 يناير 2025، أن تُعقد أول دورة لهذا المنتدى بالمغرب سنة 2026، على أن تعقد باقي الدورات بالتناوب بين الدول العربية الأعضاء في منظمة الألكسو، وينفتح على التجارب الرائدة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية في القارات الخمس.
واقترح بنسعيد على مسؤولي الشؤون الثقافية بالوطني العربي، إنشاء تكتل عربي موحد، للتفاوض مع الشركات الكبرى في مجال التواصل الاجتماعي، بخصوص إبراز المحتوى الرقمي العربي، ومحاربة الأخبار الزائفة عبر هذا المحتوى الثقافي، ومختلف أشكال التطرف والانفصال وإبراز التنوع الثقافي العربي، وتثمين هذا المحتوى بما يخدم قضايانا العربية المشتركة وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية.
وسجل المسؤول الحكومي المغربي، أن الوطن العربي، تواجهه تحديات تكنولوجية ورقمية، خصوصا مع تطور استعمال الذكاء الاصطناعي، والمنصات الرقمية العالمية، مما يطرح تحديات مرتبطة بالمحتوى الرقمي العربي، لافتا إلى أن المملكة المغربية، اعتمدت بتوجيهات ملكية خيارا استراتيجيا تمثل في تنمية وتثمين الرأسمال البشري، تُرْجِمَ إلى تدخلات تشريعية وتنظيمية وعلى رأسها دستور المملكة الذي وضع آليات لحماية الحقوق والحريات والتنمية البشرية والمستدامة والديمقراطية التشاركية وحماية حقوق الانسان والنهوض بها.
وذكر وزير الثقافة، أنه “انطلاقا من رؤية المغرب للعمل العربي وهي الرؤية الواقعية والبرغماتية، فإننا في المملكة المغربية نقترح إطلاق مبادرة إنشاء فضاء مهني قار لتوحيد الرؤى وتبادل الخبرات والتسويق وإبرام العقود والشراكات ورفع التحديات بمجهود جماعي، وهذا الفضاء هو منتدى الصناعات الثقافية والإبداعية بالوطن العربي”، مقترحا أن “يكون أول منصة عربية في هذا المجال، تجمع كافة الفاعلين من رجال الأعمال ومنظمي التظاهرات الثقافية والناشرين والعاملين في قطاع السمعي البصري والتكنولوجيات والتراث الثقافي وغيرها.”
وأكد بنسعيد، أن المغرب وضع النهوض بالمجالات الثقافية في صلب هذا الخيار الاستراتيجي، حيث تبنت المملكة مخططا ركز على إرساء الصناعات الثقافية والإبداعية وجعلها مساهمة في تطور الاقتصاد، موضحا أن هذا التوجه ارتكز على رصيد من الخبرات الوطنية والدولية بدأ ببرنامج للتعاون المشترك هو ” التراث الثقافي والصناعات الإبداعية كقاطرة للتنمية بالمغرب” في إطار صندوق الأمم المتحدة لإنجاز أهداف الألفية للتنمية.
وأشار وزير الشباب والثقافة والتواصل، إلى أنه تم تنظيم مناظرتين وطنيتين، سنتي 2019 و2024، مع إحداث الاتحاد العام لمقاولات المغرب سنة 2018 لفدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التي تجمع الفاعلين العاملين في مجالات الإبداع والتطوير والإنتاج والترويج والنشر وتسويق السلع والخدمات والأنشطة ذات المحتوى الثقافي والفني والتراثي.
وأبرز أن اختيار الصناعات الثقافية والإبداعية موضوعا لهذا المؤتمر، يرتكز أيضا على رؤية استشرافية بالنظر إلى الرهانات الكبرى التي تخوضها بلداننا العربية بكل استحقاق، لافتا إلى المغرب يحتضن نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2030، لينتقل إلى المملكة العربية السعودية سنة 2034، “وهي فرص لجعل الصناعات الثقافية والإبداعية في قلب منظومة البيئة التنظيمية لهذه التظاهرات العالمية الكبرى، ولوضع بصمات التألق العربي على مجرياتها، كما حصل في التجربة الناجحة والمشرِّفة لدولة قطر سنة 2022″، يؤكد بنسعيد.
المصدر: العمق المغربي