المغرب يضطلع بأدوار استراتيجية في تحقيق السلام والأمن بالقارة الإفريقية
قال أمين لاغيدي، خبير دولي متخصص في الدبلوماسية الاقتصادية واستراتيجيات التنمية، إن “المملكة المغربية تضطلع بدور استراتيجي في محاربة الجماعات الإرهابية بالقارة الإفريقية، حيث أسهمت بشكل واقعي في زيادة الأمن القاري خلال السنوات الأخيرة”.
وأضاف لاغيدي، في لقاء رقمي نظمته مؤسسة “HEM” ضمن أشغال الجامعة المواطنة، السبت، أن “العديد من بلدان العالم اعترفت بالدور المحوري للمملكة المغربية في تدعيم الأمن والسلام بالقارة، بما يشمل الولايات المتحدة الأمريكية التي زار عدد من مسؤوليها الأمنيين المغرب لتباحث سبل تعزيز الشراكة الأمنية”.
وأردف الخبير عينه، في اللقاء الذي تطرق إلى موضوع السيادة الإفريقية، بأن “الدور المغربي بالقارة الإفريقية لا يقتصر على الأمن فقط، بل يتعداه إلى المجال الديني الذي عمل من خلاله المغرب على تكريس قيم الإسلام الوسطي والمعتدل عبر مؤسساته الدينية الرسمية”.
وتابع شارحاً بأن “العالم يعيش متغيرات سياسية جديدة تتعلق بعودة الصراعات والحروب، مما انعكس على القارة الإفريقية التي تضررت من تلك التحولات، خاصة ما يتعلق بالأمن الغذائي الذي يرتبط أساسا بالسيادة الاقتصادية والاجتماعية”.
واستطرد المتحدث بأن “جائحة كورونا أعادت النقاش من جديد بشأن السيادة، وهو ما يعمل المغرب على تحقيقه منذ مدة، حيث سبق للملك محمد السادس أن دعا إلى تحقيق السيادة الطاقية والغذائية والصحية في مواجهة التحديات الخارجية”.
وذكر لاغيدي أن “التحديات الخارجية تفرض على دول القارة الإفريقية ابتكار نموذج اقتصادي متفرد يتماشى مع خصوصياتها، بما من شأنه تحقيق سيادتها الاقتصادية”، داعيا دول القارة إلى “الثقة في مواردها وكفاءاتها وثقافتها لتغيير الأمر الواقع”.
ولفت إلى أن “الدول الإفريقية بإمكانها تحسين قدراتها شريطة تغيير براديغمات الاشتغال في كل المجالات، بما في ذلك المجال الثقافي المتعلق بالعقلية الجماعية التي يجب أن تتخلص من رواسب الاستعمار، وتثق في الشباب لخلق فرص الشغل وجلب الاستثمار الأجنبي الذي يرفع النمو الاقتصادي الوطني”.
واعتبر الخبير الدولي أن “السيادة قبل كل شيء هي الدولة الاجتماعية والفرد المواطن في الوقت نفسه، حيث ينبغي على المواطن أن يكون مستعدا للدفاع عن بلده”، مؤكداً أن “السيادة ترتبط أيضا باستقلالية قرارات الدولة في جميع المجالات”.
وأوضح في هذا الصدد أن “مفهوم السيادة يرتبط أساسا بالاستمرارية التاريخية والمسؤولية السياسية”، ضاربا المثال بـ”سيادة المغرب على صحرائه من خلال روابط البيعة الدينية والتاريخية بين السكان والملكية عبر التاريخ، ما جعل المغرب يقنع الأمم المتحدة بسيادته على الصحراء”.
وسجل المتحدث أن “تفاقم النزاعات الحدودية بين دول إفريقيا يفتح المجال أمام الأنشطة الإرهابية، حيث يفترض أن تكون المناطق الحدودية فضاءً اقتصادياً مهما بين البلدان لخلق فرص الشغل، لكنها حالياً أصبحت بؤراً للتوتر العسكري والسياسي”.
المصدر: هسبريس