المغرب يستعين بالتكنولوجيا الجديدة لحماية أشجار الفلين وزيادة الإنتاج
بينما يشهد الغطاء الغابوي تراجعا بسبب توالي سنوات الجفاف والاستغلال العشوائي للثروة الغابوية، أطلقت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، موازاة مع انطلاق موسم جني الفلين على الصعيد الوطني، برنامجا رائدا لعصرنة المهن الغابوية المتعلقة باستغلال الغابات.
يهدف البرنامج الذي يندرج في إطار تفعيل استراتيجية “غابات المغرب 20202023″، إلى عصرنة المهن الغابوية، من خلال تعزيز القدرات التقنية والمادية للشركات والمقاولات المتخصصة في جني الفلين، باستخدام معدّات الجني الحديثة، وتوفير التكوين والإشراف للمعنيين.
وبحسب المعطيات التي قدمتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، فإن البرنامج المذكور سيمكّن من عصرنة المهن الغابوية المتعلقة باستغلال الغابات، وخاصة جني الفلين، وجعلها أكثر احترافية باستخدام تكنولوجيا متطورة.
ويهدف برنامج عصرنة المهن الغابوية المتعلقة باستغلال الغابات، إلى الحفاظ على النظم الإيكولوجية للبلوط الفليني في المغرب، من خلال الحد من الأضرار الصحية التي تلحق بالأشجار أثناء عملية الجني، ومن ثم الحفاظ على الأشجار بطريقة دائمة.
ويُعدّ الفلين من الأشجار التي تستغرق وقتا طويلا للوصول إلى مرحلة الإثمار، حيث يتطلب إنتاج الفلين أكثر من 27 سنة بعد عملية الغرس الأولي.
وذكرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن التكنولوجيا الجديدة التي سيتم اعتمادها في جني ثمار الفلين، ستُقلّص فترة الجني، مما سيحسّن الجودة والقيمة المادية لمحصول الفلين، إضافة إلى أنها ستتيح فرصة لخلق تكيف أفضل مع التغيرات المناخية.
ويحتل المغرب المرتبة الرابعة عالميا من حيث مساحة غابات البلوط الفليني، التي تُدرّ موارد مالية كبيرة لأكثر من 52 جماعة ترابية، تقدر بـ54 مليون درهم سنويا في المتوسط.
عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أوضح أن الهدف الأول من الطريقة الجديدة لجني الفلين، هو حماية الشجرة، حيث تؤدي الجروح التي تخلفها عملية الجني إلى ذبول الشجرة، مشيرا، في تصريح صحافي، إلى أن التكنولوجيا التي انطلق اعتمادها هذه السنة ستحّسن جودة المنتوج أيضا، لأنها تمكن من تقطيع الألواح بشكل جيد.
من جهته، قال أنس محمد، رئيس جمعية صناع الفلين بالمغرب، إن عملية الجني، التي تمتد من فاتح يونيو إلى أواخر يوليوز، باستعمال التكنولوجيا الجديدة، ستمكّن من رفع كمية المحصول المجني، وتفادي الأضرار التي كانت تلحق بالأشجار خلال الجني التقليدي، مشيرا إلى أن الإنتاج خلال العامين الأخيرين عرف نوعا من الركود بسبب الجفاف.
المصدر: هسبريس