المغرب يستعد لمواجهة تداعيات الجفاف ومخاطر حرائق الغابات خلال الصيف
مع حلول فصل الصيف والتوقعات التي تشير إلى بلوغ درجة الحرارة أرقاما قياسية هذا العام، يعود إلى الواجهة سيناريو العطش والحرائق التي تهدد مناطق مختلفة بالمملكة، والتي تجعل ساكنتها تتخوف من مواجهة ظروف صعبة في فصل يمكن أن يكون أشد قسوة من سابقيه.
وفي غمرة الحديث عن عيد الأضحى الذي يسيطر على الأسر المغربية، خفت النقاش الذي كان مهيمنا قبل أسابيع حول الماء والجفاف وشبح الحرائق الذي أعلنت البلاد خطتها لمواجهة المخاطر التي تطرحها، خاصة بالمناطق التي صنفتها ضمن الأكثر تهديدا بها في الصيف الذي بات على الأبواب.
الخبير في الموارد المائية وتحولات المناخ عبد الرحيم هندوف اعتبر أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بالمغرب، يبقى “أمرا طبيعيا؛ نظرا لأن مناخ البلد متوسطي يتميز بالحرارة وغياب الأمطار صيفا”.
وسجل هندوف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مسألة الحرائق وتهديداتها في المغرب خلال الصيف ترتبط بـ”أسباب أساسية، تتمثل في تصرف الإنسان والطبيعة؛ بالنظر إلى الغطاء النباتي القابل للاشتعال”.
وأكد الخبير ذاته أهمية وضرورة التعبئة اللازمة والحذر أكثر، و”اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة” من أجل تجنب سيناريو الحرائق التي شهدتها المملكة قبل سنتين وأتت على مئات الهكتارات من الغطاء الغابوي شمال البلاد.
أما بخصوص الماء وقلة موارده، فسجل هندوف أن “المنطقة فيها الموارد المائية محدودة، ودائما المغرب كان يعرف الجفاف، لكن الموارد المائية تسير في منحى تراجعي بسبب التغيرات المناخية”، معتبرا أن المغرب يواجه معادلة صعبة جراء ارتفاع “حاجياتنا من الماء بسبب تزايد عدد السكان وتناقص الموارد المائية”.
وأشار المتحدث لهسبريس إلى أن الحل الوحيد أمام المغرب للتغلب على معضلة الماء، هو “تحلية مياه البحر لتوفير موارد مائية أكبر”، مشددا على ضرورة إعادة استغلال المياه “من خلال معالجتها واستثمارها؛ لأنها غنية بالمواد العضوية التي يمكن استغلالها في الفلاحة وسقي المناطق الخضراء”.
ودعا هندوف إلى إعادة النظر في المنظومة الزراعية بالمملكة وتصرفات الإنسان وتعامله مع الماء، معتبرا أن هذا التغيير على مستوى الثقافة والعقلية “ينبغي أن يحدث في أقرب وقت، وألا يبقى المغربي يعتقد أن الماء مادة حيوية من السهل الحصول عليها، وإذا لم نحافظ عليها سنواجه أزمات خطيرة في المستقبل”.
على المنوال نفسه سار الخبير في البيئة والمناخ محمد بنعبو، الذي أكد أن التوقعات العالمية تشير إلى أن المغرب انطلاقا من موقعه الجغرافي يتجه نحو تسجيل “درجات حرارة قياسية خلال فصل الصيف في مجموعة من المناطق”، مبرزا أنه مع موجات الحرارة الاستثنائية المرتقبة، “من المحتمل أن تسجل البلاد حرائق على غرار السنوات الماضية”.
واعتبر بنعبو، ضمن تصريح لهسبريس، أن التساقطات المطرية المتأخرة أدت إلى ظهور “ونمو نباتات ثانوية ستكون إلى جانب العامل البشري أسبابا رئيسية في اشتعال الحرائق التي باتت تفقدنا سنويا آلاف الهكتارات من الغابات”.
وأفاد الخبير في البيئة والمناخ بأن المغرب يستعد لمواجهة سيناريو الحرائق بشكل جيد، من خلال تحديد خريطة المناطق المهددة، وتعزيز أسطوله من طائرات “كنادير” المتخصصة في إطفاء الحرائق الذي بلغ 15 طائرة، والطواقم الخاصة بالإطفاء ودعمها باللوجستيك والخطط التي ترسم في الاجتماعات الاستباقية لمواجهات جميع السيناريوهات المحتملة.
المصدر: هسبريس