المغرب يتصرف بذكاء ويتجنب ردود الفعل
استقبل المغاربة بعثة فريق اتحاد العاصمة الجزائري لكرة القدم، بمطار وجدة أنكاد، بحفاوة كبيرة وقدموا لها الحليب والتمر، عكس طريقة التعامل مع بعثة نهضة بركان بمطار بومدين بالجزائر، وهو ما اعتبره متتبعون دليلا على سمو سياسات المغرب في تعامله مع الأزمات.
في قراءته لهذا الاستقبال، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، محمد بنطلحة الدكالي، إن ثقافة الإنسان المغربي تتميز بالكرم والترحيب وحسن الوفادة، وأن سمة صناع القرار المغرب؛ الفعل وليس رد الفعل”.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن المغرب “كان ذكيا في استقباله بحفاوة وترحيب للأشقاء الجزائريين، أمام مرأى العالم الذي كان ينتظر رد فعل المغاربة”.
وأضاف بنطلحة أنه “رغم الأزمة التي حصلت في مطار بومدين بالجزائر، لم تضعف إرادة المغاربة في السيطرة على ذلك الموقف هناك، وفي أرض الوطن، ما يبين أن صناعة القرارات المغربية تتم وفق خطط واستراتيجيات، وليست ردود أفعال”.
ولفت الأستاذ الجامعي إلى أن المغرب مقتنع تماما بأن التخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة في الزمن، وليس لحظي أو مؤقت، وأنه عمل مؤسساتي يخضع للتقييم المستمر تفاديا لأي مشاكل محتملة، وفق تعبيره
وزاد المتحدث أن “التخطيط الاستراتيجي في الأزمات بين الدول يجيب أن يكون هجوميا مفتوحا، وليس دفاعيا مغلقا، كما أنه ليس عملية ردود أفعال، معتبرا سياسة ردود الفعل من صفات الجبناء”.
ولم يستغرب بنطلحة طريقة استقبال بعثة اتحاد العاصمة من طرف المغاربة، موردا أن “أعضاء البعثة أبناؤنا واشقائنا، وأن المشترك الذي يجمعنا وإياهم عميق جدا عبر التاريخ، ولا يمكن لهذيان مرضي من طرف جنرالات أن يغيب هاته الحقيقة الساطعة”.
وأضاف المتحدث أن “المغرب دولة بأمة، وذات تاريخ عريق، تعكس تصرفاتها بشكل دائم العمق الحضاري والإنساني النبيل الذي يمتاز به جل المغاربة” وفق التصريح ذاته.
المصدر: العمق المغربي