المغرب أفضل نموذج للدبلوماسية الرياضية بإفريقيا
قال “جان بابتيست جيجان”، وهو مدرس ومستشار في الجغرافية السياسية بفرنسا، ضمن كتابه “الجغرافيا السياسية للرياضة: تفسير آخر للعالم”، إن المغرب أفضل مثال في إفريقيا فيما يخص الدبلوماسية الرياضية، مضيفا أن هذا البلد نشط بشكل خاص في مجال كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في إفريقيا.
وخصصت الصحيفة الفرنسية “جون أفريك” مقالا للحديث عن هذا الكتاب الجديد، حيث أشارت إلى أن تنظيم الأحداث الرياضية والترويج للرياضيين أصبح “ضرورة” للبلدان الراغبة في تحسين صورتها وكسب التأثير على الساحة الدبلوماسية، مشيرة إلى أن الرباط تتفوق في ذلك.
وأضافت نقلا عن الخبير الفرنسي في الجغرافية السياسية، أن “المغرب لديه صورة بلد مستقر، سياحي للغاية وآمن نسبيًا.. ولديه أفكار ولا يريد أن يكتفي بالتأثير في شمال إفريقيا، بل يريد أن يكون مؤثرا في القارة بأكملها، وهذا الدور تسعى الجزائر للعبه خصوصا أنها أغنى من جارتها بفضل النفط والغاز واليورانيوم”.
وأشار “جان بابتيست جيجان”، في كتابه، إلى أن المغرب، الذي يتعين عليه إدارة صراع طويل ومكلف مع الجزائر حول الصحراء، يتمتع بسمعة طيبة للغاية، ومع ذلك، فقد اختار، تحت قيادة الملك محمد السادس، استخدام الرياضة لتعزيز صورته وزيادة نفوذه.
بحسب المصدر ذاته، فإن المغرب خصص ميزانية بـ 180 مليون أورو لوزارة الرياضة، جزء منها للدبلوماسية الرياضية، في حين أن 85 بالمائة من ميزانية الجامعة الملكية لكرة القدم (77 مليون أورو) تأتي من الدولة عبر المؤسسات العمومية.
في السياق ذاته، أشارت “جون أفريك” إلى أن الاتحاد المغربي لكرة القدم الذي يترأسه الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، والعضو بالاتحاد الافريقي لكرة القدم، يقيم علاقات مع 44 اتحادا في افريقيا جنوب الصحراء في مجالات مختلفة إدارية ورياضية وغيرها.
وتسمح هذه الاستراتيجية التي بدأت منذ 2014، للمغرب، بحسب الصحيفة الفرنسية بالتأثير في مؤسسة “الكاف”، خاصة عند منح تنظيم المسابقات الرياضية المختلفة، مضيفة أن المملكة تراهن على جودة بنيتها التحتية الملاعب والفنادق والنقل والاتصالات لترسيخ نفسها كلاعب رئيسي في القارة، مبرزة أنه يمكن أن تكون التخصصات الأخرى، مثل كرة اليد أو كرة السلة، التي تزدهر في إفريقيا دون الوصول إلى شعبية كرة القدم، جزءًا من هذه الاستراتيجية.
ولفت “جان بابتيست جيجان”، أستاذ الجغرافية السياسية إلى أن المغرب لا يقتصر في نشاط على محيطه القريب، بل يريد أن يكون مؤثرا في إفريقيا والعالم العربي، مضيفا أنه نظم بطولة الأمم الافريقية في العام 2018، وكأس إفريقيا للأمم للسيدات في 2022، وسيستضيف البطولة أيضا في 2024، ويسعى لاستضافة كأس “الكان” في 2025.
وتطرق “جيجان” إلى الطلب الذي تقدم به المغرب لتنظيم كأس العالم 2026، ضد الثلاثي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، والذي فازوا بأغلبية كبيرة من الأصوات الافريقية، والدعم الخفي من رئيس الفيفا “جياني إنفانتينو”.
واعتبر الخبير الفرنسي، أن ذلك لا يعني الهزيمة بالنسبة للمغرب، “لقد أثبت بالفعل أنه قادر على التنافس مع ثلاث دول أكثر ثراءً منه، وقد تم الحديث عن ترشيحه في جميع أنحاء العالم. يبدو أنه خاطب بحجج قوية. من أجل صورته، وهذا من الضروري، كما أنه تصرف بذكاء وبدون إنفاق مبالغ باهظة”.
وخلص صاحب كتاب “الجغرافيا السياسية للرياضة: تفسير آخر للعالم”، إلى أن المغرب بإمكانه التقدم بطلب لتنظيم كأس العالم المقبلة، حتى لو انتقل عدد المنتخبات من 32 إلى 84 فريقا في 2026، مضيفا أنه يمكن لدبلوماسيتيه الرياضية وصورته الجدية أن تسمح للمملكة بالتقدم مرة أخرى، من خلال إنشاء ملف مع دولة أو دولتين أخريين، مضيفا بالقول: “لن أتفاجأ إذا كان على المدى المتوسط مرشحًا لتنظيم الألعاب الأولمبية الصيفية”.
المصدر: العمق المغربي