يُنتظر أن تسجل درجات حرارة تتراوح بين 38 و45 درجة، ابتداء من غد الاثنين إلى غاية الأربعاء الموالي، بعدد من أقاليم المغرب، لا سيما تلك الواقعة بالمناطق الداخلية وسط وشرق وجنوب شرق البلاد.
وأكدت معطيات تفسيرية طلبتها جريدة هسبريس الإلكترونية من المديرية العامة للأرصاد الجوية أن “الارتفاع في درجات الحرارة الذي ستشهده البلاد ابتداءً من الاثنين، يعود بالأساس إلى المنخفض الحراري الصحراوي نحو شمال ووسط المملكة، خاصة خلال فترات التحول بين الفصول”.
وقالت المديرية، على لسان مسؤول التواصل فيها الحسين يوعابد، إن “هذا النظام الجوي يتّسم بجلب كتل هوائية جافة وساخنة قادمة من الصحراء الكبرى والجنوب الشرقي نحو وسط وشمال البلاد البلاد”، موضحا أن ذلك “ما يرفع درجات الحرارة بشكل كبير، خاصة في داخل أقاليمنا الجنوبية والمناطق الداخلية لشمال ووسط البلاد والشرقية وداخل البلاد بعيداً عن التأثير المعتدل للسواحل”.
كما ساهم في هذه الوضعية أيضا، بحسب يوعابد، “تراجعُ امتداد المرتفع الآصوري نحو الغرب الأوروبي، مما فسح المجال لصعود هذه الكتل الحارة إلى وسط وشمال المملكة، بعد فترة من استقرار نسبي للطقس تميّزت بدرجات حرارة معتدلة نسبياً”.
وجوابا عن سؤال حول كيفية تفسير التوزيع الجغرافي للمناطق المتأثرة بالموجة الحرارية الراهنة، قال المسؤول بالمديرية التابعة لوزارة التجهيز والماء إن “المناطق المعنية بموجة الحر، مثل أقاليمنا الجنوبية وسوس وتادلة والرحامنة وسايس والجهة الشرقية ووادي ملوية والجنوب الشرقي، تقع في مواقع جغرافية تتعرض بشكل مباشر لتأثير الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية الجافة والحارة، المعروفة محلياً برياح الشركي”.
وزاد أن “هذه المناطق محاطة بتضاريس جبلية من الأطلس أو بعيدة عن التأثير التلطيفي للمحيط الأطلسي أو البحر المتوسط، مما يجعلها عرضة أكثر لموجات الحرّ ذات الطابع القاري”.
كما أن “الارتفاع في درجات الحرارة في السهول الداخلية المحاذية لمرتفعات الأطلس ناتج عن ‘تأثير فون’، ويتمثل في هبوب رياح ساخنة وجافة نازلة من المرتفعات، بعد فقدان الكتل الهوائية لرطوبتها عند عبورها السلاسل الجبلية”.
“تواتر يشتد”
ردا على سؤال هسبريس: “هل نحن أمام انتقال طبيعي إلى الصيف أم تغير في وتيرة موجات الحر؟”، قال يوعابد إن “هذه الموجة طبيعية في هذه الفترة التي تتزامن مع الانتقال نحو فصل الصيف، وهي ناتجة عن ظاهرة الشركي”.
إلا أنه زاد مستدركا: “رغم ذلك، نشير إلى أنه خلال السنوات الأخيرة يُلاحظ تغير واضح في وتيرة وشدة موجات الحر بالمغرب؛ إذ أصبحت أكثر تواترا وشدة”، واستدل بما “عرفه المغرب خلال سنتي 2022 و2023 من ارتفاع ملحوظ واستثنائي في درجات الحرارة، مما يؤكد استمرار تأثيرات الاحترار المناخي على المستوى الوطني، وتُعد من بين السنوات الأشد حرارة. كما سُجل سنة 2023 رقم قياسي وطني مطلق جديد لدرجة الحرارة القصوى اليومية التي بلغت 50,4 درجة مئوية، رصدت يوم 11 غشت 2023 على مستوى مدينة أكادير”.
وأضاف يوعابد ضمن التصريح نفسه: “هذا التغير يتماشى مع ما ترصده المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من تأثيرات متسارعة للتغير المناخي على المستوى الإقليمي والعالمي”.
الظلّ والسوائل
في ظل هذه الظروف، أوصت المديرية العامة للأرصاد الجوية بـ”تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، واللجوء ما أمكن للظل مع الحرص على شرب الماء والسوائل”، داعية إلى “الانتباه للأطفال وكبار السن، مع الحرص على عدم ترك الأطفال في أماكن مغلقة أو داخل السيارات”، حاثة على “مراعاة شروط السلامة الصحية للعمال والمهنيين الذين يشتغلون في الهواء الطلق”.
وفي وقت سابق أمس السبت، أعلنت المديرية نفسها، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أنه يرتقب تسجيل موجة حر بدرجات حرارة تتراوح ما بين 42 و45 درجة بعمالات وأقاليم تاونات، وأوسرد، ووزان، والعرائش، وواد الذهب، وبوجدور، وأساالزاك، والسمارة، وطاطا، وزاكورة، والقنيطرة، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان، وقلعة السراغنة، ومراكش، والرحامنة، والخميسات، وبني ملال، والفقيه بن صالح، ومولاي يعقوب.
أما في عمالات وأقاليم كلميم وتارودانت وبن سليمان، وبرشيد وخريبكة وسطات وشيشاوة، وسلا والصخيرات تمارة وسيدي بنور، واليوسفية ومكناس والرشيدية، وخنيفرة وفاس وكرسيف وتازة، فعلى السكان انتظارُ درجات حرارة بين 38 و42 درجة.
المصدر: هسبريس