المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يعرف بـ”درونات” متطورة في مجال الزراعة
تواكب الدورة السادسة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس رهانات الفلاحة الوطنية بخصوص تطوير التقنيات المعتمدة في القطاع الفلاحي، لاسيما في مرحلة الإنتاج، حيث وفرت لأجل تلك الغاية قطبا منفردا معنيا بـ”الفلاحة الرقمية”؛ وهو قطب جديد جرى إحداثه لعرض أبرز التقنيات العالية الدقة الهادفة للرفع من الإنتاجية الفلاحية.
ويضم قطب “الفلاحة الرقمية” عددا من الشركات المنتجة للتقنيات الفلاحية العصرية؛ بما فيها شركات مختصة في تسويق طائرات بدون طيار “درون” توفر فرصا كبرى للرفع من المردودية وتطوير أنظمة السقي والمداواة، كما هو الحال بعدد من دول العالم، خصوصا بأوروبا وآسيا.
ومما أكده مديرو شركات في تسويق “الدرونات” لهسبريس هو أن “الاهتمام بهذه التقنيات الجديدة لدى الفلاحين المغاربة بدأ في الارتفاع خلال الوقت الراهن، خصوصا مع رغبة هؤلاء في تحسين مردودية حقولهم الزراعية والاقتصاد في المواد الأولية المستعملة، بما فيها الماء؛ الأمر الذي يوفر معرض الفلاحة رواقا خاصا للنقاش حوله”.
وتساهم “الدرونات الفلاحية” في المعالجة الفعالة للمحاصيل والتوزيع الدقيق للأسمدة والبذور؛ بالنظر إلى توفيرها لأنظمة متقدمة في استخدام الطاقة والتصوير بجودة عالية، مع توفرها على أنظمة للتوزيع والرش تتراوح ما بين 40 و50 كيلوغراما، فضلا عن أنظمة مخصصة للرش المزدوج.
وأفاد ياسين قموس، مدير شركة مختصة في الدرونات، بأن “الفلاحين المغاربة باتوا يدركون أهمية استخدام الطائرات بدون طيار، حيث إن هذه الأهمية تتمثل في نجاعتها في عمليات مداواة الحقول الزراعية وتفريق الأسمدة والبذور، بما يوفر الوقت والجهد”.
وأوضح قموس، في تصريح لهسبريس، أن “الطائرات بدون طيار لها عدد من الامتيازات في الاستخدام الفلاحي، حيث تستخدم الماء باقتصاد في عملية مداواة المزروعات، خلافا للجرارات التي تظل بحاجة إلى حوالي 600 لتر من الماء؛ الأمر الذي بينته عدد من التجارب التي قمنا بها بعدد من مناطق المملكة”.
وأضاف مدير الشركة أن “الفلاحين باتوا اليوم راغبين في الاعتماد على هذه التكنولوجيات الجديدة التي لها مميزات، سواء من الناحية الاقتصادية بمساهمتها في خفض استهلاك الماء أو من الناحية الاجتماعية على اعتبار أن توظيفها أدى إلى تقليل نسبة الهجرة بالقطاع الفلاحي، مع الإشارة إلى أنها تمكن الفلاح من تفادي الاحتكاك المباشر مع المبيدات المؤثرة على الصحة والتي لها عواقب وخيمة على صحة الفلاحين”.
ولفت المتحدث إلى أن “الدرونات بالقطاع الفلاحي تساعد في الرفع من الإنتاجية بما يفضي مباشرة إلى خلق مناصب شغل جديدة”، خاتما: “كشركات مشتغلة في هذا المجال، سنستمر في هذا العطاء، مع السير في اتجاه الرفع من نسبة تطوير هذه الآليات”.
من جهته، ركز رضا العرباوي، مدير شركة مسوقة لطائرات الدرون الفلاحية، على إيجابيات هذه الطائرات بدون طيار، حيث لفت إلى أنها “تُمكن الفلاحين من تقليص نسبة المياه المستعملة في رش الأدوية بحوالي 90 في المائة، في وقت تتوفر على خزانات تسع لحوالي 40 لترا، تمكنها من مداواة حوالي 100 هكتار في اليوم الواحد”.
وبيّن العرباوي، في تصريح لهسبريس، “مدى التحول الطارئ في الإقبال على هذه التكنولوجيات، حيث كان الإقبال ضعيفا خلال السنوات الماضية؛ في حين أنه بدأ في الارتفاع خلال الفترة الحالية، في وقت تبقى بديلة للجرارات بالنسبة للفلاحين”، معتبرا أن “دور الشركات المختصة في هذا الصنف هو دمقرطة الاستفادة من هذه التكنولوجيات الجديدة واعتمادها بالمجال الفلاحي”.
وأكد المتحدث على “أهمية قطب الفلاحة الرقمية داخل فضاء المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، على اعتبار أنه يقدم فرصة مهمة للشركات المتخصصة في تسويق الدرونات للوصول إلى الفلاحين؛ فيما تمكن الفلاحون بدورهم من التعرف على خصائص هذه التكنولوجيا الجديدة التي يتم استخدامها اليوم بعدد من الدول الأوروبية والآسيوية”.
وتابع: “نحاول قدر الإمكان التواصل مع الفلاحين الذين يزوروننا، واستيضاح طبيعة إنتاجيتهم الفلاحية والمحصول الذي يقومون بإنتاجه؛ وذلك من أجل محاولة إرشادهم إلى التقنيات التي بإمكانها أن تشكل إضافة بالنسبة لهم وتساعدهم على تطوير الإنتاج”.
المصدر: هسبريس