« المعارضة الرقمية » قد تهدد التماسك الاجتماعي بسبب « عنفها اللفظي » اليوم 24

حذر أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس، سعيد بنيس، من مخاطر المعارضة الرقمية التي يسميها بـ »المعارضة الديجيتالية ».
وقال بنيس في مداخلته، ضمن ندوة لمؤسسة « الفقيه التطواني » نهاية الأسبوع الفائت، إن هذا النوع من المعارضة يحمل في طياته مساحات عريضة من خطاب الكراهية والعنف وثقافة العدوانية، وهو ما يعتبره خطيرا، ومن مخاطرها على التماسك الاجتماعي، مشيرا إلى أنها باتت تشكل تهديدا للعيش المشترك.
وأوضح بنيس أن هذه المعارضة، التي تجذرت في المجتمعات الحقيقية، أدت إلى تحول في طبيعة الشأن العام، حيث انتقلت قضايا الشأن العام الواقعي إلى الفضاء الافتراضي.
وأشار بنيس إلى أننا دخلنا في عهد الاحتجاج الديجيتالي منذ مقاطعة 2018، حيث أفرز ظواهر جديدة مثل « فردية الجماعية »، حيث يتماهى الفرد مع الجماعة والعكس صحيح.
وأضاف بنيس أن « المعارضة الديجيتالية » أدت إلى فرملة الوساطة السياسية وظهور هويات جديدة مكتسبة من الفضاء الافتراضي، وأصبحت المقاطعة الافتراضية ضامنا لاستمرار المقاطعة الواقعية. كما أشار إلى ظهور ثقافة مضادة ترتكز على اقتراح بدائل للسياسات العمومية من خلال تفاعلات افتراضية عفوية.
وأكد بنيس، أن الفاعل المؤسساتي لن يتصاغر أو يستسلم أمام « المعارضة الديجيتالية »، ولكنه أشار إلى أن هذه المعارضة باتت تشكل خطراً على العيش المشترك والتماسك الاجتماعي، وأدت إلى جر الفاعل المؤسساتي إلى معترك العالم الافتراضي الذي لا يفقه فيه شيئا.
المصدر: اليوم 24