اخبار المغرب

المشاهد الكاملة لأولى جلسات محاكمة التازي أشهر أطباء التجميل بالمغرب

متأبطا ملفا أصفر وسجادة، مرتديا سترة سوداء ونظارات طبية، يقف طبيب التجميل الشهير حسن التازي خلف الكاميرا يرقب ويتابع محاكمته الجارية أمام غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الدار البيضاء.

ساد الترقب والانتظار، صباح اليوم الخميس، الحاضرين بالقاعة رقم 8 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، والهيئة تفتح ملفا تلو آخر، قبل أن ينطق رئيسها برقم ملف الطبيب التازي ومن معه.

حضر المحامون وأهالي المعتقلين ورجال ونساء الإعلام، ليشرع المستشار في المناداة على المتهمين القابعين في السجن المحلي عين السبع المعروف باسم “عكاشة”، وتنطلق فصول محاكمتهم في قضية أسالت الكثير من المداد قبل بلوغ أولى الجلسات.

ترقب وحسرة

داخل القاعة رقم 8، كان الابن الأصغر للطبيب التازي متوجسا، ينظر تارة إلى الشاشة حيث يظهر والداه المعتقلان وتارة أخرى إلى تحركات دفاعهما بالقاعة، محاولا أن يسترق السمع ويعرف ما يدور بين رئيس الجلسة والمحامين في ظل خفوت صوت الميكروفون.

وخارج القاعة، بدا الشاب شاردا، لم يعتد على هذا الفضاء، ولم يخطر بباله يوما أن يتحول ابن أشهر طبيب للتجميل من المرتفقين الذين يلجونه ويجد نفسه ملزما بالتعود عليه.

عبد الرزاق التازي، شقيق طبيب التجميل المتابع بدوره في حالة اعتقال، وهو يرتدي “فوقية”، بدا متعبا غير قادر على الوقوف كثيرا. بين الفينة والأخرى، كان الرجل يجلس على كرسي بالقاعة المخصصة للمحاكمات عن بعد بالسجن.

لم تحافظ مونية بنشقرون، زوجة التازي، المرأة الآمرة والناهية بمصحة الشفاء المملوكة للطبيب، على تسريحة شعرها المعتادة. بدت السيدة كئيبة، مرتدية جلبابا وغطاء رأس “فولار”، تعلم في قرارة نفسها أن الكثيرين ينظرون إليها داخل القاعة، مكتفية بالقول حين تأكيد رئيس الجلسة بتوفرها على دفاع: شكرا.

خلف التازي، كانت ثلاث نساء من المعتقلات، مرتديات جلاليبهن، ومتكئات على الحائط. بدت هؤلاء النسوة حائرات، تفكرن فيما سيؤول إليه وضعهن وكيف سيكون مصيرهن بعد وصول الملف إلى المحاكمة.

نساء تأملن ودفاعهن بالحصول على البراءة ومعانقة أفراد أسرهن؛ لكن صك الاتهام الثقيل الموجه إليهن ينذر بما يخشاه أقاربهن.

التماس السراح

مع إعلان رئيس الجلسة تأجيلها إلى غاية 4 ماي المقبل، وجد دفاع المتهمين في هذه القضية نفسه ملزما بالبحث عن السراح المؤقت لهم، من خلال تقديمه ملتمسات علّ وعسى تقتنع بها هيئة الحكم.

أكد المحامي محمد المسكيني، دفاع حسن وعبد الرزاق التازي ومونية بنشقرون، أن طلب السراح المؤقت نابع من إيمانه بأن هؤلاء يجب ألا يقبعوا بالسجن رهن الاعتقال الاحتياطي.

وأضاف المحامي بهيئة الدار البيضاء، خلال تقديمه ملتمس السراح المؤقت: “عبد الرزاق التازي رجل سنه وصحيفته تشهد له بعدم توفره على سوابق قضائية، وهذه السيدة ليست حاملة لسكاكين حتى توجد هنا”.

وتابع عضو هيئة الدفاع “حسن التازي دكتور لم يقدر أثناء المسطرة، وبقرار لم يراعِ الضوابط يوضع رهن الاعتقال الاحتياطي، لم يراعِ أيضا أنه يعيل أكثر من ألف عائلة تعيش من عرق كتفه، ولم يراعِ وضع المرضى الذين ينتظرونه”.

من جهته، تحدث محمد السناوي، عضو هيئة الدفاع، عن وجود كافة الضمانات من أجل متابعة هؤلاء في حالة سراح وحضورهم لأطوار المحاكمة.

وقال السناوي، وهو يتحدث عن مستخدمتين في مصحة الشفاء المملوكة للتازي المتابعتين في حالة اعتقال: “إنهما مستخدمتان لدى المصحة، تأتمران وتنفذان الأوامر الصادرة عن أصحابها، ولا يد لهما في كل هذا”.

وأردف المحامي نفسه: “تتوفران على جميع الضمانات القانونية لتمتيعهما بالسراح المؤقت، من مقر سكنى قار ومستعدتان لوضع كفالة مالية وتطبيق جميع التدابير المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية”.

وأرجأت الهيئة التي تنظر في القضية النظر في ملتمس السراح المؤقت الذي تقدم به أعضاء هيئة الدفاع، إلى غاية مساء اليوم الخميس.

ارتفاع عدد المعتقلين

ويتابع المتهمون في هذه القضية التي تحظى باهتمام واسع من لدن الرأي العام بتهم الاتجار بالبشر والنصب والاحتيال والتزوير في محرر تجاري واستعماله والمشاركة في التزوير والمشاركة في صنع وقائع مصطنعة غير صحيحة واستعمالها.

وكان قد جرى توقيف المتهمين في أول أيام رمضان الفائت، حيث تم إيداع التازي وزوجته وشقيقه، بالإضافة إلى سيدة تدعي اشتغالها في العمل الخيري الإحساني ومستخدمة بمصحة الشفاء.

وقرر قاضي التحقيق، أثناء الاستماع إلى المتهمين وكذا المتابعين في حالة سراح، إيداع المتهمة “سعيدة.ع” السجن المحلي عين السبع ليرتفع عدد المعتقلين إلى 6 أشخاص.

وعرفت هذه القضية، وفق محاضر الضابطة القضائية، سقوط عدد من الشخصيات المعروفة في مجالات مختلفة ضحية احتيال ونصب مفترضة، بعدما كانت تتصل بهم المتهمة “زينب. ب” التي تقدم نفسها بفاعلة خير تشتغل في المجال الإحساني، من أجل التضامن وتقديم المساعدة لمرضى معوزين يعالجون بمصحة الشفاء لمالكها طبيب التجميل.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *