المرحلة القادمة الأصعب في تاريخ الحزب
كشفت معطيات حصرية حصلت عليها جريدة “العمق” من داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لحزب الاشتراكي الموحد، أن المرحلة القادمة هي الأصعب في تاريخ حزب “الشمعة”، لسببين أساسيين.
ويتعلق الأمر، حسب مصادر ، بكون المرحلة المقبلة لن تشهد استمرار الأمينة العامة للحزب نبيلة منيب في القيادة، بعد استنفادها ولايتين على رأس الحزب، “ما يطرح صعوبة في الخلف المتوقع، علما أن منيب كان لها فضل كبير في إيصال حزب الشمعة لما هو عليه اليوم”.
وردا على سؤال “العمق”، حول الأسباب الفعلية التي جعلت المؤتمر الوطني لحزب الشمعة يتأخر لعدة أشهر، قالت مصادر من داخل اللجنة التحضيرية، “إن هذا التأخير راجع بالأساس إلى مشكلتين، الأولى تتعلق بالحزب ما بعد انشقاق الفيدرالية، والثانية تتعلق بتدبير الحزب ما بعد مرحلة منيب”.
وتشكلت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لحزب الشمعة، مباشرة بعد انتخابات شتنبر 2021، وتشتغل منذ سنتين، على تقييم ماضي الاشتراكي الموحد، والانشقاق الذي عرفه في 2021، وكذا دراسة مستقبل الحزب وحضوره داخل المشهد السياسي الوطني.
وأكدت المصادر ذاتها، على أن المؤتمر الوطني الذي سبق وبرمج في يناير 2023، “تأخر أيضا لأسباب لوجيستيكية تتعلق بالعدد الكبير للأعضاء الذين ينتمون إلى قطاع التعليم، وبعدها تمت برمجته ما بعد رمضان.
ومن المرتقب أن ينعقد المؤتمر في يوليوز أو شتنبر المقبلين، حسب ظروف توفر مركز انعقاده، علما أن المؤتمر الوطني المقبل، لن يكون محطة تنظيمية فقط، بقدر ما سيكون محطة سياسية استثنائية، وفق المصادر نفسها.
وأكدت المصادر أن هذا الاستثناء “راجع إلى أن الحزب خارج من مرحلة ومقبل على أخرى، خاصة بعد انشقاقه عن فيدرالية اليسار، لأن هذا الانشقاق حطم سيرورة جمع شتات اليسار التي انطلقت منذ 2002، والكل داخل الحزب بدأ يتساءل بعد هذا الحدث عن الخطوة المقبلة”.
وأوضحت المعطيات أن اللجنة التحضيرية شكلت “لجنة تقييم الاندماج”، تعمل على تقييم مراحل اندماج اليسار الموحد منذ 2002، مرورا باندماج 2005، ثم اندماج 2014، وصولا إلى سنة 2021 التي عرفت انشقاق الفيدرالية، “وهو ما يقضي التوقف عند الأخطاء التي ارتكبت داخل الاشتراكي الموحد لتفادي تكرارها في المحطات السياسية المقبلة”.
وبخصوص عدم إمكانية رجوع منيب لقيادة حزب الشمعة، أكدت المصادر ذاتها “أن منيب قضت ولايتين على رأس الحزب، إضافة إلى أن قوانين ومبادئ الحزب لا تسمح بمنحها ولاية ثالثة، وهو ما تشدد عليه منيب داخل حزبها باستمرار”، وهو نفس الموقف الذي سبق وأكدته في حوار سابق مع جريدة “العمق”، منتقدة الوجوه اليسارية التي عمرت طويلا على رأس أحزابها.
ومن المرتقب، حسب معطيات ، أن يرشح حزب الاشتراكي الموحد، وجها شابا لخلافة منيب، حيث أوضحت مصادر ، أن “التحول الذي يرجوه الحزب لن يتحقق إلا بتغيير الأجيال على رأس الاشتراكي الموحد”، مضيفة بالقول: “الله يحسن عوان للي غادي يجي من ورا منيب لأنها تركت ريتم عمل غير طبيعي بالحزب”.
وجوابا على احتمال غياب منيب عن الساحة بعد تخليها عن قيادة الاشتراكي الموحد، أشارت مصادر إلى أنها “لن تغيب عن الساحة السياسية، بقدر ما ستتفرغ لمهمتها كنائبة برلمانية، وأن مرحلة الحزب بعد رحيلها يجب أن تركز على البناء”.
وأكدت المصادر التي تحدث إليها جريدة “العمق”، أن “المرحلة التي يقبل عليها المغرب، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا، تحتاج إلى يسار قوي، وهو ما سيعمل الحزب على تحقيقه خلال مؤتمره الوطني المقبل”.
المصدر: العمق المغربي