المخرج فرماتي: الفيلم القصير يتحدى الزمن
دخل المخرج وكاتب السيناريو المغربي مصطفى فرماتي غمار المنافسة ضمن المسابقة الرسمية للفيلم القصير بالمهرجان الدولي للفيلم بطنجة في دورته الثالثة والعشرين، بشريطه الجديد الذي يحمل عنوان “الموجة الأخيرة” (the last wave)، وهو من إنتاج محمد الهوري ومدته 25 دقيقة.
وقال مخرج العمل، في دردشة مع هسبريس، إن المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم تشكل إضافة قوية له، لأنه يعتبر المهرجان “عرسا للسينما بالمغرب وملتقى لجميع الفاعلين في المجال السينمائي من منتجين ومخرجين وسينيفيليين وجمهور عادي”.
وأضاف أنه كمخرج، من المهم له أن يأخذ نبض شرائح مختلفة من الجمهور؛ لأنها تساهم في تشكيل الرؤية السينمائية التي سيشتغل عليها في المستقبل، بالإضافة إلى أنها فرصة للقاء مع بعض زملائه وتبادل التجارب ومعرفة تطورات السينما المغربية وآخر إنجازاتها.
وتابع بأن شريطه “يتكلم عن عائلة هشة، والبطل ابراهيم شاب عاطل عن العمل يحاول أن ينقذ أسرته من براثن الفقر فينتهي به الأمر جثة هامدة يلفظها البحر”، موضحا أن “الفيلم كله يبنى على ماذا وقع، لكن هذا كله وعاء أعبر من خلاله عن رؤية فلسفية بخصوص الموت”، وتحمل القصة في عمقها نظرته الخاصة للموت والتساؤل: “هل هو نهاية أو بداية جديدة؟ وهل الموت يولد حافزا للاستمرار للباقين على قيد الحياة؟”.
وأبرز المتحدث ذاته أن “الفيلم القصير هو نوع سينمائي قائم بذاته، وليس مجرد تجربة استعدادا لفيلم طويل”، موردا أن “الإكراه الأكبر هو الحيز الزمني الذي لا يتجاوز 25 دقيقة”، مشيرا إلى أن “المخرج يجب أن يعرض ما يريد التعبير عنه وبناء الشخصية من البداية إلى النهاية ويخلق العقدة وحلها في مدة قصيرة، وهذا ليس بالأمر السهل”.
وعن الفرق بين الممثلين المكونين أكاديميا والهواة، قال مصطفى فرماتي، في تصريحه لهسبريس، إنه كمخرج ينفتح على النوعين، مبرزا أن “الممثلين المحترفين لهم مكانتهم وحضورهم في السينما، وبالفعل يخففون على المخرج جزءا من عبء إدارة الممثل، لأنهم متمكنون من أدوات التشخيص والأداء، لكن هناك امتيازا أيضا عند الناس الذين تكون لهم تجربة أولى أمام الكاميرا، وهم ناس عاديون من المجتمع لم يقفوا يوما أمام الكاميرا ولم يمثلوا من قبل، وهو العفوية في الأداء التي تغيب في بعض المرات عند ممثلين محترفين نظرا لخبرتهم وتجسيدهم أدوارًا عديدة فيكون من الصعب عليهم الغوص في عمقها”.
وخلص المخرج المغربي إلى أن “هناك أدوارا تحتاج ممثلين محترفين يستطيعون تقمص تلك الشخصية، وهناك أدوار أخرى تحتاج عفوية الهواة”، موردا أنه يرحب بالعمل مع الصنفين.
في سياق آخر، يشتغل مصطفى فرماتي حاليا على مشروع فيلم سينمائي طويل يحمل عنوان “همسات تحت التراب”، هو الآن في المراحل الأخيرة من الكتابة والمراحل الأولى من البحث عن التمويل والدعم.
المصدر: هسبريس