تنظم المديرية الإقليمية لقطاع الشباب بالمحمدية، الجمعة المقبل، لقاء مفتوحا مع وسيط المملكة، حسن طارق، حول موضوع “الوساطة المؤسساتية والوساطة المجتمعية.. أية علاقة؟”، بمركز التخييم العالية بالمدينة ذاتها، وذلك في سياق دينامية النقاش العمومي حول قضايا الشباب ودورهم في ترسيخ ثقافة الحوار.
ويهدف هذا الموعد، الذي يدير فقراته جواد حمضي، مدير قطاع الشباب بالمحمدية، إلى تعزيز جسور التواصل بين مؤسسة الوسيط ومختلف الفاعلين الشبابيين، وتكريس ثقافة الوساطة والحوار كآليات فعالة لتسوية النزاعات بطريقة سلمية بعيدا عن منطق المواجهة أو التصعيد.
ويعد اللقاء، وفق الجهة المنظمة، محطة جديدة في انفتاح مؤسسة وسيط المملكة على مكونات المجتمع المدني، وإشراك الشباب في النقاشات المرتبطة بتدبير الخلافات وبناء الثقة بين المواطن والمؤسسات.
كما يأتي هذا النشاط بعد أيام قليلة من لقاء تشاوري سابق نظمته المديرية نفسها مع الفاعلين الشباب بالإقليم، تُوّج بتوقيع 159 اتفاقية شراكة مع جمعيات محلية، في خطوة تعكس الرغبة في توسيع قاعدة المشاركة والتشبيك بين الدولة والمجتمع المدني من أجل تنمية شبابية مستدامة.
وفي هذا الصدد قال جواد حمضي، المدير الإقليمي لقطاع الشباب، إن هذا اللقاء يأتي انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب افتتاح الدورة التشريعية، الذي دعا فيه الملك إلى الاهتمام بتأطير المواطنين والتعريف بالمبادرات العمومية، خصوصا تلك المرتبطة بحقوق وحريات المواطنين.
وأضاف المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن هذا اللقاء السنوي الذي دأبت المديرية على تنظيمه بشكل دوري يتزامن هذه السنة مع حراك شبابي وطني، عبّر خلاله شباب المغرب عن انشغالاتهم ومخاوفهم وتطلعاتهم، ما جعل من الضروري التفاعل الإيجابي مع هذه الإشارات، وجعل الحوار والتواصل وسيلة لبناء الثقة وليس مصدرًا للخوف، بما يعزز العلاقة التي تجمع الإدارة بمرتفقيها.
وأوضح المسؤول نفسه أن هذا اللقاء يشكّل الانطلاقة الرسمية لبرنامج جديد يحمل عنوان “شباب MEETING”، وهو مبادرة تمتد طيلة الموسم الحالي، تهدف إلى فتح نوافذ جديدة للتواصل مع الشباب والنسيج الجمعوي بالمحمدية، والمساهمة في تعزيز المشاركة المواطِنة وإطلاق نقاشات مفتوحة داخل فضاءات الشباب التي وُجدت أساسًا لاحتضانهم، سعيًا إلى توسيع دائرة النقاش العمومي وترسيخ قيم المواطنة الإيجابية والفهم المشترك.
وأكد حمضي أن هذا اللقاء يشكّل أيضًا فرصة للتفكير الجماعي والنقاش حول موقع الوساطة في المنظومة الوطنية لحماية الحقوق، ودورها في ترسيخ الثقة بين المواطن والمؤسسات؛ كما يُعد مناسبةً للتعريف بإحدى المؤسسات الدستورية التي جاء بها دستور 2011 لخدمة المواطن، ومازال جزء من المواطنين يجهلون أدوارها ومهامها.
وختم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن حضور وسيط المملكة شخصيا في هذا اللقاء يُعد دعما وتشجيعا للمبادرة، وخطوة من شأنها تيسير لقاءات قادمة مع مؤسسات دستورية أخرى تعمل في تماس مباشر مع قضايا الشباب والعمل الجمعوي.
ويرتقب أن يشكل هذا الموعد فضاء للتفاعل والنقاش المفتوح حول مفهوم الوساطة في بعديها المؤسساتي والمجتمعي، وفرصة للتفكير الجماعي في كيفية تطوير هذه الآليات لخدمة العدالة الاجتماعية وتقوية الثقة في المؤسسات.
المصدر: هسبريس