المجلس الأعلى للتربية يطالب بحماية تلامذة الداخليات من العنف والاغتصاب
معطيات صادمة كشفها تقرير موضوعاتي أنجزته الهيئة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، حول العنف في الوسط المدرسي بالمغرب، إذ رصد التقرير وجود حالات اغتصاب وعنف في حق التلاميذ المقيمين في الداخليات ودور الطالب/ة المتحدرين من الطبقة المجتمعية الهشة.
المعطيات الواردة في التقرير الموضوعاتي الذي اطلعت عليه هسبريس قبل نشره، تفيد بأن المناقشات التي جمعت فرق البحث الميداني في بعض المدارس مع بعض الفتيات المقيمات في دور الطالبات والداخليات توصلت إلى أن هذه المؤسسات “لا تخلو من حالات العنف مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي”.
واستنادا إلى الوثيقة ذاتها، فإن بعض التلامذة الداخليين الذين شاركوا في البحث الميداني المنجز حول العنف في الوسط المدرسي بالمغرب، أقرّوا، خلال المقابلات معهم، بوجود عنف في الداخليات ودور الطالب “يصل أحيانا إلى حد العنف الجنسي و/أو الاغتصاب” كما ورد في التقرير الموضوعاتي، الذي أشار إلى أن مصلحة الحماية التابعة ليونيسف أُبلغت عن حالتين من أجل تتبعهما.
وتساهم الهشاشة الاجتماعية للتلاميذ المقيمين في الداخليات ودور الطالب في تعرضهم للعنف، إذ أبرز تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن بعض التلامذة والتلميذات يقضون في هذه المؤسسات شهورا دون زيارة أسرهم، وفي ظروف هشة، رغم أنهم في سن جد مبكرة أحيانا.
وفي ظل هذا الوضع، شدد المجلس على ضرورة “اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية التلامذة في هذه الداخليات ودور الطالب من العنف، ومعالجة النتائج التي تترتب عنه بالنسبة لمستقبلهم”.
دقُّ المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ناقوس خطر العنف الجنسي والاغتصاب المتربص بتلاميذ الداخليات، يأتي انطلاقا من العدد الكبير للتلاميذ، من الجنسين، المقيمين في هذه المؤسسات.
ويصل عدد الداخليات في التعليم الابتدائي في المغرب إلى 107 داخليات، تضم 10685 تلميذا، من بينهم 4922 فتاة، و305 تلاميذ يستفيدون من دور الطالب، من بينهم 74 فتاة، حسب إحصائيات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للعام الدراسي 20202021.
ويصل عدد تلاميذ الثانوي الإعدادي المقيمين في الداخليات إلى 49018 تلميذا، منهم 24766 فتاة، و29090 مستفيدا من دور الطالب، من بينهم 15708 فتيات، بينما تضم داخليات الثانوي التأهيلي 51319 تلميذا، من بينهم 26149 فتاة، ويستفيد 11028 منهم من دور الطالب، ضمنهم 6309 فتيات.
ونبه المجلس، في تقريره الموضوعاتي حول العنف في الوسط المدرسي، إلى احتمال أن يكون تلامذة مؤسسات دور الطالب “ضحايا العنف والتحرش، بما في ذلك من قبل الأطر التربوية”.
وأشار إلى أن هؤلاء التلاميذ “أكثر عرضة للخطر بسبب بعدهم عن وسطهم العائلي الواقي، ووضعهم الاقتصادي والاجتماعي الهش، وجنسهم أو إعاقتهم المحتملة…”؛ داعيا إلى “تطوير آلياتٍ لحماية الأطفال داخل هذه البنيات لتلافي حالات العنف (بين الأطفال، وبين الراشدين والأطفال)، والحد منها”.
وبالرغم من أن إنشاء الداخليات يعكس الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية من أجل تعميم تمدرس الأطفال في الوسط القروي، لا سيما الفتيات، إلا أن حالتيْ التعرض للاغتصاب اللتين جرى التبليغ عنهما خلال البحث الميداني، “تتطلبان يقظة كبيرة لحماية التلامذة، وخاصة منهم البنات، من التحرش الجنسي والاغتصاب”، يؤكد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
كما دعا المجلسُ إلى إنشاء نظام للتبليغ عن الضحايا من شأنه أن يمكن الأطفال أنفسهم من التبليغ عن كل اعتداء أو تحرش يتعرضون له، مع تزويدهم بالمعلومات اللازمة، وتوعيتهم مسبقا.
المصدر: هسبريس