المبيعات بلغت 463 سيارة.. الحصة السوقية للسيارات الكهربائية بالمغرب لا تتجاوز 0.6%
شهدت السيارات الكهربائية، سواء كانت كهربائية بالكامل أو هجينة قابلة للشحن، تقدمًا بطيئا في السوق المغربي، حيث ارتفعت حصتها السوقية بنسبة 50% لتصل إلى 0.6%، وهو ما يعزى إلى زيادة العروض المتاحة في السوق.
وحسب ما أوضحه تقرير حديث لجمعية مستوردي السيارات بالمغرب، فإن سوق المركبات الكهربائية في المغرب شهد تطورًا سريعًا في عام 2023، رغم بقاء حصته السوقية متواضعة بالمقارنة مع الأسواق الأوروبية، إذ سجل السوق المحلي نسبة 4.5٪ من المبيعات في 2023، وهو رقم يظل منخفضًا إذا ما قورن بحصة 47٪ التي حققتها المركبات الكهربائية في أوروبا.
وتضاعفت المبيعات خلال العام الماضي، ببلوغها 463 وحدة، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستهلكين بالتحول نحو استخدام المركبات الكهربائية.
ولعل من أبرز التطورات في هذا السوق هو اتساع نطاق الخيارات المتاحة، ففي عام 2023، زاد عدد العلامات التجارية للمركبات الكهربائية من 18 إلى 24، مع ارتفاع عدد النماذج من 71 إلى 82 نموذجًا، وهو ما يعكس تنامي اهتمام الشركات المصنعة بالسوق المغربي وتقديمها مزيدًا من التنوع للمستهلكين.
فيما يتعلق بأنواع المركبات الكهربائية، تواصل السيارات الكهربائية الكاملة (BEV) الهيمنة على السوق، من خلال بيع 463 وحدة سنة 2023.
وأوضح المصدر ذاته أن عدة عوامل ساهمت في هذا النمو، من بينها زيادة عدد النماذج المتاحة، ما يوفر للمستهلكين خيارات أوسع، فضلًا عن السياسات الحكومية التي تشجع على اعتماد هذه التكنولوجيا من خلال الحوافز المالية مثل الإعفاءات الضريبية والدعم المادي.
ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات تحول دون انتشار أكبر للمركبات الكهربائية، وأبرزها تكلفة هذه المركبات التي تعد مرتفعة نسبيًا رغم أنها بدأت في الانخفاض، إلى جانب ذلك، يشكل نقص شبكة شحن عامة فعالة أحد أكبر التحديات التي تواجه هذا السوق، إذ يعد تطوير بنية تحتية للشحن أمرًا ضروريًا لتعزيز اعتماد المركبات الكهربائية على نطاق واسع.
وتشير التوقعات إلى أن عام 2024 سيشهد استمرارًا للنمو في سوق المركبات الكهربائية بالمغرب، كما يتوقع أن يتم توسيع شبكة الشحن العامة بشكل كبير، وهو ما سيعزز من جاذبية هذه المركبات للمستهلكين.
ويُنتظر أن تشهد السوق دخول نماذج جديدة من المركبات الكهربائية بأسعار أكثر تنافسية، ما قد يسهم في زيادة الطلب، لكن تبقى هناك تحديات قائمة، مثل صعوبة الوصول إلى التمويل وانخفاض الوعي العام بفوائد المركبات الكهربائية، وهو ما يتطلب جهودًا مضاعفة من قبل الحكومة والقطاع الخاص لتجاوز هذه العقبات.
هذا، وكشف التقرير أيضا أن قطاع سيارات الدفع الرباعي، أو ما يُعرف بالسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV)، تعد من أكثر القطاعات تنافسية في السوق، مسجلًا نموًا قاربت نسبته 7% خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن “سيارات الدفع الرباعي تتولى الريادة تدريجيًا لتصبح أكبر قطاع في السوق”.
وحققت السيارات المدمجة تقدمًا كبيرًا بنسبة 17%، مدفوعة بالطلب المتزايد من قبل شركات التأجير وغيرها من الفئات المستهلكة، ما يعكس تحولًا في تفضيلات المستهلكين نحو السيارات التي تجمع بين الأداء المتميز والحجم المناسب.
وأوضح التقرير أن سوق السيارات بالمغرب لعام 2023 سجل أداءً متباينًا بين النمو في بعض القطاعات والانخفاض في أخرى، مع استمرار التحديات الاقتصادية التي أثرت على الطلب، حيث بلغ إجمالي حجم المبيعات 161,504 وحدة، مما يشير إلى زيادة طفيفة بنسبة 0.1% مقارنة بعام 2022.
المصدر: العمق المغربي