المئات يحاولون مجددا السباحة إلى سبتة مع انتشار الضباب اليوم 24
الضباب الذي غطى مدينة سبتة في ساعات الفجر الأولى اليوم الجمعة، دفع مئات من المغاربة، وكثير منهم من القُصَّر، إلى محاولة يائسة مجددا لعبور الحدود إلى المدينة.
منذ الساعات الأولى من الليل، انطلقوا نحو الحدود بنية القفز في المياه لتجاوز الحاجز الصخري بالقرب من معبر باب سبتة.
وقد قامت قوات الحرس المدني الإسباني بنشر جميع أفرادها، بينما وصلت تعزيزات كبيرة إلى الجانب المغربي في محاولة لتأمين الحدود ومنع العبور إلى سبتة.
هذه المرة، وعلى عكس الليالي السابقة، كانت هناك زيادة ملحوظة في عدد القوات المغربية. لم تقتصر هذه القوات على الزوارق لالتقاط الناس من البحر، بل تضمنت أيضًا عددًا كبيرًا من الوحدات البرية لتأمين الوصول عند مستوى فندق « سيناتور » بالفنيدق التي تعاني ركودا تسبب في عام 2021 باندلاع أسوأ احتجاجات اجتماعية عرفتها المملكة إبان أزمة وباء كوفيد.
على الجانب المغربي، وصلت مركبات بشكل سريع إلى المنطقة في الوقت الذي كان فيه الناس يلقون بأنفسهم في البحر. حتى على الشاطئ، كان هؤلاء الأشخاص الذين يسعون للعبور ينفخون في عواماتهم.
في حين كانت القوات المغربية تنتشر، كان الناس يقفزون في البحر، بينما كان بعض المواطنين يشاهدون المشهد بذهول من الكورنيش.
المغرب مكلف بنقل جميع من يتم اعتراضهم إلى الجنوب كوسيلة للضغط من أجل تقليل هذه المحاولات.
وفي الوقت الذي كان يحدث ذلك، تم تفعيل البروتوكول المعتاد مرة أخرى في سبتة، وهو ما يتكرر عادة على هذه الحدود الجنوبية.
كانت دوريات السواحل تلتقط الناس المنهكين على شاطئ البحر، وكان المواطنون يهرعون للمساعدة بتقديم ملابس لتدفئة الذين وصلوا.
إلى جانب هؤلاء، كان هناك أيضًا قوات البحرية التي عادت لالتقاط عدد كبير من الأشخاص من البحر لنقلهم بعد ذلك إلى الشواطئ القريبة من الحاجز من أجل إعادتهم إلى المغرب.
لقد تكررت هذه الأحداث طوال الليل. وكلما عثر الإسبان على أشخاص في البحر، يتم تسليمهم إلى المغرب بعد التحقق مما إذا كانوا بالغين. وخلال الليل، تجمعت أعداد من الأشخاص في نقطة الجمارك بالمعبر لبدء إجراءات التسليم مع السلطات المغربية.
إنها عملية معتادة ومتكررة بشكل كبير، مما يجعل الناس ينسون المأساة الحقيقية التي تخفيها هذه المشاهد. في الواقع، عقد مجلس مدينة سبتة يوم الخميس اجتماعًا طارئًا لطلب المساعدة من الدولة نظرًا لعدد القُصَّر الذين يدخلون إلى المدينة، حيث وصلت الأعداد إلى مستويات تاريخية مماثلة لتلك التي حدثت في عام 2019، مع أكثر من 400 شخص تم استقبالهم.
وتأتي هذه المطالبة المؤسسية في سياق فترة من الضغط الهائل في مجال الهجرة، وهو ما لا يظهر في الإحصائيات التي تقدمها وزارة الداخلية الإسبانية، وفق انتقادات وسائل الإعلام المحلية، بل يتجلى في آلاف محاولات العبور إلى سبتة التي يتعين على قوات الحرس المدني التعامل معها.
هذه هي الحقيقة التي تضع الحدود مع سبتة في وضع حرج للغاية. التعب والإرهاق الذي يعاني منه العاملون في قوات الأمن واضح، نظرًا لأن هذه المحاولات للدخول متواصلة دون توقف، وتتسم بعوامل تجعلها أكثر خطورة، مثل عامل الضباب.
في ظل انعدام الرؤية التامة، يعتمد عناصر الشرطة، والقوات المساعدة، على الصيحات لتوجيههم.
تقلل هذه العمليات من قيمة الإجراءات المتخذة على الجانب المغربي. أعلنت سلطات عمالة المضيق الفنيدق هذا الأسبوع عن إيقافها بضع مئات من المرشحين للهجرة على مستوى هذه النقطة، إلا أن محاولات الهجرة الجماعية تزايدت منذ ذلك الحين.
مع (منارة سبتة)
الرابط الأصلي: https://elfarodeceuta.es/cientosmarroquiesintentancruzarceutanocheniebla/
المصدر: اليوم 24