أكدت أن خطاب الملك في نونبر أعاد رسم العلاقة الاستراتيجية مع مغاربة العالم
أكدت الأستاذة الجامعية ورئيسة منظمة النساء الحركيات، خديجة الكور، أن الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس تجعل من الصحراء المغربية مركزا متقدمًا للثقل الجيوسياسي والطاقي على صعيد القارة الإفريقية، بفضل المشاريع الكبرى والتحولات العميقة التي تشهدها المنطقة.
وأضافت الكور، في مداخلة لها خلال الندوة الدولية التي نظمها المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني بمدينة دوسلدورف، أمس السبت، أن هذه الدينامية الاستراتيجية تتقاطع مع التحولات الإقليمية والدولية، مما يمنح الصحراء المغربية موقعًا محوريًا في معادلات الطاقة والأمن والتكامل الإفريقي.
وأشادت المتحدثة بهذه المبادرة التي وصفتها بـ”النبيلة والمبنية على روح المشاركة والانفتاح”، معتبرةً إياها منسجمة تمامًا مع الرؤية الملكية التي عبّر عنها الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، والذي أكد فيه على مركزية الجالية المغربية في المشروع الوطني.
وأبرزت الكور أن الخطاب الملكي وضع مغاربة العالم في قلب السياسة الوطنية، باعتبارهم رافعة حيوية في خدمة القضايا الاستراتيجية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، التي تحولت من مجرد ملف سياسي إلى قطب جيواستراتيجي فاعل في المنظومتين الإفريقية والدولية.
وشاركت في الندوة إلى جانب الكاتب الفرنسي المعروف جانماري هيدت، الذي قدم عرضًا حول مضامين كتابه الجديد “الصحراء المغربية: أرض الأنوار والمستقبل”، وهو مؤلف يسلّط الضوء على التحولات العميقة التي عرفتها الأقاليم الجنوبية، ويعرض بالأرقام والمعطيات صورة دقيقة عن كيف أصبحت الصحراء قاطرة للتنمية ومنصة رائدة للاستثمار الطاقي واللوجستي في إفريقيا.
وسلّطت الكور الضوء على أبرز المشاريع التي وردت في الخطاب الملكي، من بينها: مشروع أنبوب الغاز المغربيالنيجيري، وميناء الداخلة الأطلسي، والمبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من منفذ نحو المحيط الأطلسي، مؤكدة أن هذه المشاريع تجسد رؤية مغربية شاملة لبناء تكامل إقليمي فعّال يخدم الاستقرار والازدهار المشترك لدول الجنوب.
كما شددت على أن الصحراء المغربية، وفق الرؤية الملكية، لم تعد قضية ذات بُعد وطني أو ترابي فقط، بل أضحت ركيزة استراتيجية في مجالات الطاقة والنقل والتعاون جنوبجنوب، ومركزًا حيويًا لإفريقيا الصاعدة.
واختتمت الكور مداخلتها بالتأكيد على أن الخطاب الملكي الأخير يشكل منعطفًا جديدًا في الدبلوماسية المغربية، حيث يرسّخ المكتسبات، ويؤسس لمرحلة جديدة قوامها التنمية المندمجة، والتحول الطاقي، والتموقع القاري في عالم يتجه نحو التعددية القطبية.
المصدر: العمق المغربي