"الكوتشي" يزين الجولان بورزازات
في ظل التطور التكنولوجي والابتكارات الحديثة في مجال السياحة، ما زالت العربات السياحية التي تجرها الخيول “الكوتشي” تحتفظ بمكانتها المميزة في تجربة السياح القادمين إلى المغرب من دول العالم؛ نظرا لكون هذه العربات تعد جزءا لا يتجزأ من الهوية السياحية للمغرب.
وتساهم هذه العربات الأنيقة والفريدة من نوعها، التي كانت تشتهر بها مدينة مراكش لعقود من الزمن، بشكل كبير في إغناء وتعزيز العرض السياحي وجذب المزيد من السياح. كما تعد بمثابة لوحات إعلانية متحركة تجذب الأنظار وتعزز من الصورة الذهنية للمدينة الحمراء كوجهة سياحية متميزة.
وعلاقة بموضوع العربات السياحية المجرورة بالخيول “الكوتشي”، تعزز العرض السياحي بمدينة ورزازات، في الأيام الأخيرة، بهذه العربات السياحية المميزة والفريدة من نوعها، والتي تقوم بنقل السياح والزوار لاكتشاف المعالم السياحية والمواقع الإستراتيجية بهذه المدينة العالمية.
ويعود مشروع العربات السياحية لأحد المستثمرين السياحيين المعروفين بمدينة ورزازات، حيث وضعها رهن إشارة السياح وزوار وساكنة هذه المدينة كطريقة فريدة للوصول إلى المعالم السياحية الرئيسية بالمدينة، كما أنها تسهل عملية اكتشاف المناطق التاريخية والثقافية.
جلال أوصالح، فاعل جمعوي بمدينة ورزازات، كشف أن هذه العربات السياحية “الكوتشي” تلعب دورا محوريا في إثراء تجربة الزوار وتعزيز العرض السياحي في مدينة ورزازات.
وأضاف أوصالح، في تصريح لهسبريس، أن الطابع التقليدي والأصيل يضفي على هذه العربات لمسة من الأصالة والتراث إلى التجربة السياحية، مما يعزز من جاذبية المدينة.
وأبرز الفاعل الجمعوي ذاته أن هذه العربات السياحية، التي تجرها الخيول والتي أصبحت تجول في شوارع مدينة ورزازات، تتمتع بجاذبية خاصة بين الزوار والسياح وساكنة المدينة، لافتا إلى أن هذه التجربة كانت مختصرة في مدينة مراكش واليوم أصبحت متاحة أيضا في ورزازات وهي تجربة فريدة وممتعة ستساهم في الترويج والإشعاع السياحي.
من جانبه، أكد عبد القادر حديوي، من ساكنة مدينة ورزازات، أن استخدام هذه العربات السياحية التي تجرها الخيول يعد أيضا وسيلة فعالة للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للمدينة.
وأوضح المتحدث ذاته أن هذه الممارسة التقليدية تسهم في الحفاظ أيضا على مهن وحرف يدوية أصيلة وتساعد في الحد من التلوث البيئي مقارنة بالوسائل الميكانيكية الحديثة، مؤكدا أن الاستثمار في هذا القطاع “الكوتشي” يعزز من التنمية السياحية المستدامة، وفق تعبيره.
وأجمع عدد من المهنيين في القطاع السياحي بمدينة ورزازات ومعهم الفعاليات الجمعوية على أن أهمية العربات السياحية لا تقتصر على مجرد الترويج البصري؛ بل تتعداه إلى دورها الفعال في التسويق السياحي للمدينة، موضحين أن هذه العربات تعتبر منصة مثالية لتقديم معلومات قيمة للزوار عن المعالم السياحية والأنشطة والفعاليات المختلفة، بالإضافة إلى كونها تعد وسيلة ترفيهية تثري تجربة السياح وتدفعهم إلى المشاركة في نشر صور ومقاطع فيديوهات عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز من الصورة الذهنية لمدينة السينما والطاقة الشمسية وألف قصبة وقصبة.
محمد بنهبال، مدير مشروع العربات السياحية “الكوتشي”، كشف أن خدمة العربات السياحية “الكوتشي” أصبحت متاحة بمدينة ورزازات المعروفة دوليا بهوليود إفريقيا، مضيفا أن استخدام العربات السياحية المجرورة ينسجم مع مفهوم التنمية السياحية المستدامة، لافتا إلى أن هذا النوع من التنمية يهدف إلى تطوير السياحة بطريقة تحافظ على البيئة والموارد الطبيعية وتراعي الجوانب الاجتماعية والثقافية للمدينة باستخدام وسائل نقل صديقة للبيئة كالكوتشي، مؤكدا أن المدينة يمكنها تحقيق هذا الهدف والاستفادة من السياحة دون الإضرار بالبيئة.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن مشروع “الكوتشي” بالإضافة إلى الدور الإشعاعي والترويجي للسياحة بالمدينة، فإنه سيساهم في خلق فرص شغل قارة لأبناء هذه المدينة وتقليص نسبة البطالة وتحريك الرواج الاقتصادي والسياحي، وأيضا في خلق متنفس جديد لفائدة السياح والزوار وأيضا لساكنة المدينة المتعطشة لمثل هذه الخدمات.
“الكوتشي” يزين الجولان بورزازات .
المصدر: هسبريس