قال الممثل المغربي عز العرب الكغاط، إنه رفض المشاركة في مجموعة من الأعمال الفنية التلفزية بسبب عدم اقتناعه بالأدوار التي عرضت عليه، مشيرا إلى أنه يختار أدواره بدقة كبيرة من أجل خدمة الرؤية الفنية التي يؤمن بها منذ دخوله للمجال.

وأضاف عز العرب الكغاط، أن عدم ظهوره الكثيف على شاشة التلفزيون يمكن أن يعزى إلى تصنيف المنتجين والمخرجين له ضمن خانة الفنانين “المتطلبين”، لافتا إلى أنه ممثل محترف اشتغل في العديد من الأعمال الأجنبية، ولا يقبل أن يقلل منه الأشخاص الذين يملكون المال ويتعاملون بشح مع الفنانين، لكنه في المقابل يتعاون مع من يعلم بأن إمكانياته المادية ضعيفة، بحسب تعبيره.

وتابع الكغاط في تصريح لجريدة “العمق”، أنه ليس أسيرا لأدوار البطولة ويمكنه تجسيد الصغرى، لأن ما يهمه، حسب تعبيره، هو جودة العمل والأشخاص الذين سيتعامل معهم، معبرا عن استغرابه من إقبال الجمهور على الأعمال التجارية الكوميدية، في الوقت الذي لا تلقى فيه الأفلام الروائية المهمة ذات الإهتمام.

وكشف عز العرب الكغاط، أنه رفض قبول عدد من الأدوار “السلطوية” التي عرضت عليه في الفترة الأخيرة، بسبب رغبته في عدم السقوط في فخ النمطية، مشير إلى أنه قام كثيرا بتجسيد شخصية الجنزال والقايد ورجل السلطة القوي، مؤكدا أنه على الفنان أن لا يبقى في نفس الجلباب.

وأضاف المتحدث ذاته، أن التقدم في السن لا يشكل أي عائق بالنسبة للفنان، إذ أن الطلب زاد من أجل مشاركته في عدد من الأعمال التي تتطلب ممثلا كبيرا في السن، خاصة بعد تغييب الموت لعدد من الرواد.

وحول سبب غيابه عن المسرح في السنوات الأخير، أوضح الكغاط، أنه يشتاق للوقوف فوق خشبة أب الفنون، إلا أن الأخير لا يحظى في المغرب بالدعم الذي يمكن أن يوفر للفنان الذي يشتغل فيه العيش الكريم.

وأشار الكغاط، إلى أن الوعكة الصحية التي مر منها قبل فترة كانت بسبب معاناته من مشاكل على مستوى القلب، لافتا إلى أنه لا يخشى الموت لأنه يؤمن بالله واليوم الآخر والبعث، وأنه نهاية كل حي.

يشار إلى أن عز العرب الكغاط أطل على جمهور الفن السابع مؤخرا من خلال الشريط السينمائي “سنة عند الفرنسيس” للمنتج والمخرج المغربي عبد الفتاح الروم.

ويحكي الفيلم، المقتبس من رواية الكاتب فؤاد العروي التي تحمل ذات الإسم تاريخا يعود إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي (1969 عام وصول الأمريكيين إلى القمر)، عن الطفل المغربي “مهدي كتيم” المنحدر من وسط متواضع ببني ملال، بعد التحاقه وهو في العاشرة من عمره، بفضل منحة حصل عليها، بثانوية “ليوطي” بالدار البيضاء، حيث سيعيش بعيدا عن قريته لمدة سنة غاص خلالها في أجواء فرنسا وخصوصياتها.

وحسب بلاغ لصناع الفيلم، فإن الطفل “مهدي” سيكتشف نمط عيش الفرنسيين المغاير تماما لما كان يعيشه من قبل مع عائلته، ليجد نفسه غريبا في هذا ويخوض تجربة صدام ثقافي، إلا أنه خلال “سنة في ضيافة الفرنسيين” سيتمكن من التعايش مع هذا العالم والتميز في دراسته.

ووفقا لذات المصدر، فإن المخرج عبد الفتاح الروم سيرصد على مدى (98 دقيقة)، عالمين متباعدين (بعد القمر عن الأرض)، مبرزا التناقض والاختلاف بينهما دون إصدار أحكام مسبقة أو تفضيل لأي منهما.

كما يطرح الفيلم في قالب كوميدي قضايا معقدة وخلافية مثل تأثير الاستعمار والإزدواج الثقافي وأحكام القيمة العنصرية باعتبارها قضايا عالقة بين الثقافتين المغربية والفرنسية.

ويرى المخرج، أنه “يوجد في المغرب العديد من الأطفال مثل مهدي الذين ينجحون في أماكن أخرى من العالم”، موضحا أن هذا الفيلم يسلط الضوء على “جرأة وإرادة وعبقرية وشجاعة المغاربة، الذين يتغلبون على الصعوبات والعقبات في بلاد المهجر”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.