أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، مساء اليوم الخميس، عن فتح تحقيق بشأن منتخب الجزائر للسيدات، على خلفية مزاعم بارتكاب مخالفات لأنظمة ولوائح “الكاف”، خلال كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات التي يستضيفها المغرب حاليا.
وأوضح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في بيان مقتضب له، أنه لن يدلي بأي تعليق إضافي بشأن هذه المسألة، إلى حين الانتهاء من الإجراءات.
وكان مدرب ولاعبات المنتخب الجزائري قد عموا إلى حجب شعار المغرب من شارة الاعتماد الخاصة بالولوج إلى ملاعب المسابقة، كما قاموا بوضع شريط أسود لاصق على شعار جامعة الكرة على دكة البدلاء، خلال المباراة التي جمعتهم بالمنتخب البوتسواني، يوم الأحد الماضي، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية من البطولة.
الواقعة التي حدثت بملعب “الأب جيكو” بمدينة الدار البيضاء، أثارت غضبا واستياءً عارمين في الوسط الرياضي بالمغرب، كما دفعت معلقين جزائريين إلى انتقاد تصرفات طاقم منتخب بلادهم بشكل شديد.
يُشار إلى أن تصرفات المنتخب الجزائري النسوي ليست منعزلة، بل تأتي ضمن مسلسل متواصل من الانزلاقات الرسمية التي تُدمن عليها الجزائر تُجاه المغرب، خلافاً لما تستوجبه الأعراف الدبلوماسية التي تُسجّل حضورها بين أغلب بُلدان المنتظم الدولي، ولو كانت بينها خلافات وتباينات حول المواقف والتقديرات.
هذا السلوك يُفضي إلى استحضار مجموعة من الوقائع التي أصبحت عقيدة في التعاطي الجزائري مع الشأن المغربي، وأقرب مثال لذلك ما يدرج الإعلام الرسمي التلفزيوني المحلي عليه، بالامتناع عن الإتيان على ذكر اسم المغرب في كل التغطيات، حتى لو كانت المملكة البطل الرئيسي فيها.
وفي غمرة الإنجاز الذي حصده المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم “قطر 2022″، بتسلُّقه الأدوار النهائية وبلوغه المربع الذهبي، ظل التلفزيون الرسمي الجزائري بمنأى عن الحدث، وحاول مجابهة الحقيقة بتلافي ذكر اسم المغرب، رغم استعرض نتائج مباريات كان المنتخب الوطني طرفا فيها، مُكتفيا بالحديث عن الخصوم والمنافسين فقط.
في هذا الإطار، أفردت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، مادة عن تمادي الجانب الجزائري في نهج فلسفة الأعين المعصوبة إزاء المملكة، مُتحدثة عن عدم بث التلفزيون الرسمي، أثناء نقله الندوة الصحفية لمنتخب السيدات، كلمة “المغرب 2024″، رغم إقامة المسابقة على أراضيه.
وسرى هذا التصرف على منشورات الاتحاد الجزائري لكرة القدم في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعمّدت إزالة المغرب من الملصقات الخاصة بكأس أمم أفريقيا للسيدات، والاكتفاء باسم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
ويجد القائمون على إدارة الشؤون الجزائرية أنفسهم في موقف حرج، بالنظر إلى احتضان المغرب للعديد من التظاهرات الكروية، على المدييْن القريب والمتوسط، من أبرزها كأس أمم أفريقيا، شهر دجنبر القادم، وعندها سيُطوَّق المسؤولون الجزائريون باتخاذ قرارٍ يتأرجح بين التمادي والتعقُّل.
المصدر: العمق المغربي