عبر الممثل المغربي ربيع القاطي عن خيبة أمله من الاكتفاء بمنح فيلمه الروائي الطويل “أسرى الانتظار” تنويها خاصا فقط، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، معتبرا أن هذا التنويه لا يرقى إلى حجم القضية التي يتناولها العمل، ولا إلى التضحيات التي خلدها على الشاشة.
واعتبر القاطي، الذي بدا متأثرا بعد إعلان أسماء الفائزين، أن فيلمه الذي يوثق مأساة الأسرى المغاربة في مخيمات تندوف، كان يستحق تقديرا أكبر لما يحمله من قيمة وطنية وإنسانية تتجاوز البعد الفني، مشيرا إلى أن الأمر بالنسبة له، لا يتعلق بجائزة أو تنويه بقدر ما يتعلق بـ”إنصاف رمزي” لرجال عاشوا الأسر لعقود، ولعائلات انتظرتهم بصبر وإيمان.
وطالب القاطي، بضرورة أن تستعيد السينما المغربية روحها الوطنية وارتباطها بالذاكرة الجماعية، لأنه لا يمكن أن تتطور ما لم تعبر عن قضايا الإنسان المغربي في عمقها التاريخي والوجداني، وأن تتجاوز السطحية والميل إلى الاستسهال الفني، وفق تعبيره.
وقال الممثل المغربي: “أعتذر لكل أسرانا من أفراد القوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، والمواطنين المدنيين الذين قضوا أكثر من 25 سنة تحت التعذيب في مخيمات تندوف، لأن التنويه لا يرقى إلى مستوى تضحياتكم، أنتم تستحقون كل جوائز هذا الوطن، لأن فضلكم بعد الله هو ما يجعلنا اليوم نجلس في هذه القاعة مرتاحين نحتفي بالسينما في أمان وطمأنينة”.
وأضاف: “يجب أن نتحلى بالروح الوطنية، وأن ترتقي سينمانا إلى مستوى قضايانا وهويتنا وتاريخنا، آن الأوان لنتجاوز مرحلة المراهقة الفنية إلى النضج، ولن يتحقق ذلك إلا إذا انطلقنا من ذواتنا، من قصصنا ومن جراحنا الوطنية”، مشددا على أن الارتباط بقضايا الهوية والتاريخ واجب وطني.
ويعد فيلم “أسرى الانتظار” الذي أخرجته لبنى اليونسي ويمتد على مدى تسعين دقيقة، تجربة إنسانية ووطنية خاصة، إذ يسلط الضوء على معاناة الأسرى المغاربة في تندوف الذين قضوا أزيد من عشرين سنة في الأسر، من خلال شهادات مؤثرة لأسرى سابقين وأمهات وزوجات عشن سنوات طويلة في انتظار المفقودين.
ويشارك في تشخيص العمل ربيع القاطي إلى جانب عدد من الأسرى السابقين وأمهاتهم، في مزيج يجمع بين الوثائقي والدرامي، ليقدم لوحة عن قوة الصبر والإيمان والوفاء في مواجهة الغياب والفقد.
وعرفت دورة هذا العام منافسة قوية بين الأفلام المغربية الطويلة والوثائقية، ففي فئة الأفلام الوثائقية الطويلة، فاز فيلم “فخورون، معلقون وعنيدون بعض الشيء” للمخرج محمد أكرم نماسي بالجائزة الكبرى، بينما اقتسم كل من “لن أنساك” للمخرج محمد رضا كزناي و“ألف يوم ويوم الحاج إدموند” للمخرج سيمون بيتون جائزة لجنة التحكيم مناصفة، في حين حصد فيلم “ارحيل” للمخرج محمد فاضل الجماني جائزة الإبداع.
المصدر: العمق المغربي
