الفولكلور المغربي ضارب في القدم و”الراي” ثورة أكثر منه موسيقى (فيديو)
قال الفنان والموسيقار المغربي، نعمان لحلو، إن الفلكلور المغربي ضارب في القدم، وهو ما يعطي للمغرب قيمته الحضارية، معتبرا مستقبل الدول مبني أساسا على حضارتها التاريخية، وأن الدول التي لا حضارة لها ستندثر.
وأضاف نعمان لحلو، في مداخلة له، اليوم الجمعة، بالرباط، بعنوان “أصول الموسيقى المغربية”، أن البلدان التاريخية التي لها جذور لا خوف عليها، وأن المغرب من هذه الدول رغم كل مشاكلنا السياسية والاقتصادية، بالقول “بلادنا جذورها متجذرة بشكل عميق في الأرض، والفلكلور حجة من الحجج الدالة على ذلك”.
كلام لحلو، جاء خلال استضافته بالمجالس الرمضانية التي تنظمها مؤسسة الزاوية للفكر والتراث، اليوم الجمعة، في مداخلة أثار فيها الزخم الموسيقي الكبير الذي يزخر به المغرب، والذي يتوزع جميعه على ستة عائلات أساسية كبرى.
وأوضح المتحدث أن العائلة الأولى تضم الموسيقى الفولكلورية، باعتبارها تراثا ماديا لكل الشعوب، وفي المغرب تضم الكم هائل من التراث المنتشر عبر تراب المملكة منذ زمان، والتي يصل عددها لأزيد من 50 لون فلكلوري.
https://www.youtube.com/watch?v=l2f6Hj8VbY
أما العائلة الثانية، تلك التي تنضوي تحت عنوان الغناءات العالمة، وفق التصنيفات التي جاء بها نعمان لحلو، إذ اعتبرها عالمة لأنها ذات تركيبة علمية أنجزت وفق دراسات علمية. وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الموسيقى الأندلسية المغربية بروافدها، والملحون، ثم السماع.
العائلة الثالثة، هي الشعبي، وقد قسمه لحلو في مداخلته إلى قسمين: الموسيقى الشعبية المدنية والقروية. وهي موسيقى قديمة حديثة؛ قديمة في روحها، وجديدة لأنها دائما تضخ فيها دماء جديدة، وفيها تفاعل بين الماضي والحاضر، وهذه العائلة لا تجدها في كل الدول.
العائلة الرابعة، عنونها الموسيقار نعمان لحلو بالموسيقى العصرية، وقد بدأت في خمسينات القرن الماضي ومستمرة إلى اليوم. بدأت، وفق كلام المتحدث، مع الملك الراحل محمد الخامس، الذي طلب من موسيقار مصري عازف آلة القانون، يحمل اسم مرسي بركات، تشكيل فرقة عصرية في المغرب أسوة بما بدأ يظهر في الشرق حينها. وعادة تعتمد هذه العائلة على ثلاثة مقومات: الشعر، واللحن، والتوزيع الموسيقي.
وبخصوص العائلة الخامسة، فقد ربطها لحلو بموسيقى الغيوان أو الجيل، معتبرا ظهورها جاء كثورة مواكبة للثورات الاجتماعية الواقعة في أوربا وأمريكا، التي نادت بالتحرر والمساواة في السبعينيات. مشيرا إلى أن ظهورها في المغرب كان صدفة مع المخرج المسرحي الطيب الصديقي الذي أدخلهم في إحدى مسرحياته.
وربط لحلو انتشار هذا اللون الغنائي بشكل كبير في المغرب لأنه قريب من القلب ولا توجد فيه طابوهات ويتناول كل المواضيع، في وقت لم يكن فيه هامش الحرية بالقدر الذي يوجد اليوم، وأيضا لسهولة اقتناء الآلات الموسيقية المرتبطة بهذ، إضافة إلى أنه غناء قريب من الأرض؛ لكونه يحتوي مقامات إفريقية وأمازيغية قريبة بدون تكلف.
العائلة السادسة والأخيرة، أسماها لحلو المشاهد الجديدة، والتي يعرفها الجميع اليوم، المرتبطة أساسا بـ R&B وRAP وHOUSE. أما أغاني الـ RAY فقد ربطها المتحدث بثورة لجيل مغاربي أكثر من أن تكون موسيقى، مشيرا إلى RAY فن جزائري قديم، أما ما يوجد اليوم، فهو نسخة لجيل مغاربي في المهجر يبحث عن هويته الخاصة بين دول الإقامة ودولة المهجر.
أما عن روافد الموسيقى المغربية، فقد لخصها لمتحدث في ثلاثة روافد أساسية: إفريقية، نلاحظها في الكناوي ومنطقة زاكورة ومولاي علي الشريف. وروافد أمازيغية، خاصة في الإيقاع المقامات. إضافة إلى روافد عربية قدر قليل، موضحا أننا في المغرب مختلفون تماما عن المشرق، في الموسيقى والعمران والمطبخ واللباس وفي أشياء كثيرة وفق كلام نعمان لحلو.
المصدر: العمق المغربي