الفهم عن الله الرحمان يوصل الإنسان إلى إدراك معنى الإحسان
الفهم عن الله يصل بك إلى معنى الإحسان “تعبده كأنك تراه”
الإحسان يعيد إليك إنسانيتك وإحساسك بالله ويمدك بالصحة والقوة النفسية
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن هناك قواعد وضعها الخالق ليسير عليها الإنسان في الحياة مستمدة من القرآن والسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم طالما التزم بها في تعاملاته وحياته فلن يصطدم بالحائط أبدا.
وأضاف الداعية الإسلامي، في أولى حلقات من برنامجه الرمضاني “الفهم عن الله الجزء الثاني”، أن “الفهم عن الله يصل بك إلى معنى الإحسان، “تعبده كأنك تراه”؛ لأنك كلما فهمت أكثر أحببته أكثر، حتى إنك قد تبكي حبا: “وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق”، فالفهم يصل بك إلى الإحسان: تعبد الله كأنك تراه”.
إسقاط التوقعات من البشر
وعرّف خالد الإحسان بأنه إحساس عميق بالله.. يجعلك تعبده الله كأنك تراه.. فتسقط التوقعات من الناس وتخرج أحسن ما عندك في ثلاثة اتجاهات: مع الله عبادة، ومع الناس أخلاقا، ومع الحياة إتقانا وإبداعا.
وتابع شارحا معنى “أن تعبد الله كأنك تراه”، بأنه عبارة عن “رؤية داخلية عميقة تتجاوز النظرة المادية، أقوى دعاء مستجاب عندما تدعو كأنك تراه، أعمق قراءة قرآن عندما تقرأ كأنك تراه، أكثر صيام مقبول عندما تصوم كأنك تراه، أقوى تقوى ويقين وتوكل.
وأوضح خالد في سياق حديثه عن معنى الإحسان أنه “يجعلك تسترد إنسانيتك بعودة إحساسك بالله، الذي هو أصل كل شيء، تحس به يمدك بالإحساس بكل شيء آخر، فتخرج أحسن ما عندك من غير ضغط؛ لأنك تخرج أحسن نسخة من نفسك وتسقط التوقعات من الناس”.
جوائز الإحسان
وتحدث عمرو خالد عن الجوائز التي خصصها الله تعالى مقابل الإحسان، والتي قال إنها تنقسم إلى مادية وروحية، حتى تحفز نفسك من الداخل كلما أتت على أسماعك كلمة الإحسان، حيث يدفعك عقلك إلى الأحسن، لأنه يرى الجوائز.
الصحة والقوة النفسية
وبين الداعية الإسلامي أن “جوائز الإحسان يجمعها قمة الصحة النفسية والسكينة والقوة النفسية.. أحسن واطمئن.. “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، كلما أحسنت يحسن جزءا في حياتك.. متوالية لا نهائية”.
وشرح خالد كيف يمكن لعقلك أن يجرب هذه الفكرة في رمضان، ليفرز الدوبامين، من خلال ربط الرد الرباني للإحسان، بالوعد بالزيادة في العطاء من عنده، متمثلا في قوله: “وسنزيد المحسنين”، “للذين أحسنوا الحسنى وزيادة”.
ووفقا له، فإن الإحسان دائرة، أحسن كما أحسن الله إليك.. تحسن.. فيقول لك: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، فتجد حلاوة ولذة رد الله لإحسانك، فتراه إحسانا من الله إليك فتحسن زيادة.
واعترف خالد بأنه مغمور بهذه الآية “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، واصفا نفسه بأنه “من إحسان جدي الذي كان يقيم الليل”.
إحسانك القديم هو سترك وحمايتك فى قادمك
وقال خالد إن “قصة حياتي بدأت من مشروع الإحسان، حيث عانيت من خسائر كثيرة قبل المشروع؛ من ترصد للأخطاء، وضائقة مالية شديدة، إلى أن فصلت البزنس عن الدين، وظللت لمدة 5 سنوات أقدم برامج عن الإحسان، بدعم من شباب مؤمن بالفكرة”.
وخلص الداعية الإسلامي إلى أن “إحسانك القديم يجعل الله يسترك ويحميك عند الخطأ، يشفع لك، يعدلك أخطاءك.. “ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم”. وقال إن “الإحسان داخل كل إنسان، كل يتمنى أن يرى نفسه الأحسن؛ لكن هناك من يموت ويدفن دون أن يخرج أحسن نسخة منه”.
وختم خالد بذكر القاعدة الأولى، وهي: “أنت بالإحسان ستكون أحب عباد الله إلى الله، وستضمن نجاحك “إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا”.. فقط عليك تفعيل إحساسك بالله وإخراج أحسن ما عندك في الحياة”.
المصدر: هسبريس