الفرنسيون قلقون من “الإرهاب الجزائري” .. والمغرب نموذج أمني
كشف استطلاع حديث للرأي أعده معهد “إيفوب” الفرنسي لدراسات الآراء والتسويق، لفائدة مؤسسة “إلنيت”، في الفترة الممتدة من 6 إلى 5 من شهر مارس الجاري، أن نسبة 78 في المائة من المواطنين الفرنسيين تؤكد أن خطر حدوث هجمات إرهابية في البلاد “أمر يشغل بالهم بشدة”، في وقت اعتبرت فيه ما نسبته 83 في المائة منهم أن احتمال وقوع هجمات إرهابية في بلادهم “مرتفعة”.
في الإطار نفسه، أكد نصف المواطنين في فرنسا أن وتيرة التهديدات الإرهابية زادت منذ سنة 2012، تاريخ هجمات تولوز ومونتابون التي راح ضحيتها جنود فرنسيون.
وتفاعلا مع سؤال حول الدول التي تشكل مصدر تهديد إرهابي لبلدهم، جاءت إيران في المركز الأول؛ فقد اعتبرها 74 في المائة من الفرنسيين مصدر تهديد حقيقي لهم، متبوعة بكل من سوريا وأفغانستان والعراق وباكستان، إضافة إلى الجزائر التي اعتبرت مصدر تهديد إرهابي بالنسبة لـ54 في المائة من الفرنسيين، ثم تركيا وتونس وقطر.
أما فيما يخص الدول الأكثر عرضة للتهديدات الإرهابية من وجهة نظرهم، صنف الفرنسيون إسرائيل في المرتبة الأولى في هذا الصدد بواقع 82 في المائة، متبوعة بكل من بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول غربية أخرى، بالإضافة إلى المغرب الذي اعتبرت ما نسبته حوالي 53 في المائة من المستطلعين أنه يواجه تهديدات إرهابية من الحركات الإسلامية المتطرفة.
وحول الدول التي يجب على فرنسا أن تستلهم نموذجها في مكافحة الإرهاب، جاءت ألمانيا في المركز الأول بواقع 28 في المائة من مجموعة المستطلعين، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 25 في المائة ثم بريطانيا بـ15 في المائة، إضافة إلى كل من المغرب ومصر بواقع 3 و2 في المائة على التوالي.
في سياق مماثل، أشارت بيانات الاستطلاع، الذي نشرته نتائجه أمس الاثنين، إلى أن 56 في المائة من المواطنين الفرنسيين المستطلعة آراؤهم يؤكدون أن المخاطر الإرهابية التي تستهدف دولتهم زاد منذ “هجوم حماس على التراب الإسرائيلي”؛ فيما قال 7 في المائة منهم عكس ذلك، في وقت أكدت ما نسبته 37 في المائة أن مستوى التهديد ظل مستقرا.
في الإطار ذاته، بينت أرقام معهد “إيفوب” أن 66 في المائة من الفرنسيين يعتبرون أن احتمال حدوث هجوم مشابه لـ”هجوم حماس على إسرائيل” على الأراضي الفرنسية “أمر وارد”، في وقت بلغت فيه هذه النسبة حوالي 72 في المائة مع بداية “عملية طوفان الأقصى”؛ في حين استبعدت ما نسبته 34 في المائة من المواطنين احتمال حدوث هجوم من هذا النوع في فرنسا.
وعلاقة بالألعاب الأولمبية التي تستعد بلادهم لاستضافتها خلال العام الجاري، أكد أكثر من نصف الفرنسيين على ثقتهم في قدرة حكومتهم على تنظيم هذه التظاهرة الرياضية العالمية؛ فيما توقع 34 في المائة منهم حدوث هجمات إرهابية بهذه المناسبة.
وحول مصدر “التهديد الإرهابي الإسلامي” الذي يستهدف بلادهم، اعتبر ما مجموعه 66 في المائة من الفرنسيين أن مصدر هذا التهديد داخلي وخارجي في الوقت ذاته؛ فيما قالت ما نسبته 25 في المائة أن مصدر التهديد داخلي محض، أي من الأشخاص المقيمين على التراب الفرنسي.
ويحضر التخوف من تنامي التطرف في فرنسا، خاصة داخل الأوساط المجتمعية؛ فقد أكد قرابة 60 في المائة من الفرنسيين أن مظاهر التطرف في المجتمع عامة تزدادا شيئا فشيئا، فيما قال 51 في المائة إن مظاهر التطرف هذه تحضر بقوة وتزداد انتشارا في المدرسة.
المصدر: هسبريس