أفاد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الثلاثاء، بأن تطور طرق الغش في امتحانات البكالوريا دفع وزارته إلى التفكير في تنزيل حلول إلكترونية مناسبة لمحاصرة الظاهرة ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، موردا ضمنها التشويش على الهواتف من أجل تعطيل صلاحيتها لهذا الغرض.

وأوضح برادة، خلال حلوله بالجلسة العامة للأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، أن الغش بالامتحانات الإشهادية المذكورة “يتم بطرق متطورة، حيث إن الهاتف المستعمل يكون حجمه أحيانا بحجم البطاقة البنكية؛ ما يسهّل وضعه بالجيب. كما أن السماعات التي توضع بالأذن يصعب رؤيتها”، مردفا: “لذلك، أصبح من الصعب جدا ‘تحصل شي واحد كيغش”.

اعتبارا لذلك، أضاف الوزير: “نفكّر في الوزارة من أجل إيجاد حل إلكتروني خلال السنة المقبلة؛ إما حل يتيح لنا رؤية هذه الوسائل (ضبطها لدى المترشح)، أو من أجل التشويش عليهم (الهواتف) حتى لا يبقوا صالحين للغش”، بتعبيره.

على صعيد آخر، أوضح المسؤول الحكومي ذاته أنه جرى، خلال دورة ماي 2025 لامتحانات البكالوريا، ضبط “2700 حالة، أي بانخفاض قدره 12 في المائة”. وعلى “الرغم من أن العدد قليل قياسا مع قرابة 500 ألف مترشح، فإنه يبقى غير مقبولا”.

وفي هذا الصدد، كشف برادة أن “غالبية حالات الغش المسجلة يتم ضبطها في صفوف المترشحين الأحرار”.

على صعيد متصل، دافع الوزير عن أجواء مرور الامتحانات المذكورة، فقد قال إن “اختبارات الدورة العادية للبكالوريا، هذه السنة، قد جرت في ظروف عادية وملائمة”، مفيدا بأنه “سيتم الإعلان عن نتائج هذه الدورة، يوم الجمعة المقبل 14 يونيو 2025”.

ما استجد خلال الدورة المذكورة، وفق الوزير، هو “تفادي الوزارة (هدر الزمن المدرسي) ما كان طرأ في زمن الكوفيد، وتبعات اضطرابات الأساتذة (الحراك التعليمي)”، موضحا أن “هذا ما ساهم في العودة لاعتماد الأطر المرجعية التي تغطي كافة المنهج الدراسي”.

كما تميزت هذه الدورة، وفق المسؤول الحكومي ذاته، بـ”اعتماد آلية الترميز الإلكتروني السري، من أجل زيادة مصداقية نتائج هاته الامتحانات”، مردفا أن “هذا الإجراء يحصن السرية، ويمكن من تفادي الأخطاء، كذلك يتيح إمكانية تتبع الامتحان عن قرب يوما بيوم”. وزاد أنه “يساهم في تفادي إخراج شواهد البكالوريا بطرق بها غش”.

وأصرّ المسؤول الحكومي ذاته، في هذا الصدد، على أن “الرقمنة تعطي مصداقية كبيرة للبكالوريا”.

على الصعيد ذاته، قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إن 97 في المائة من المترشحين المتمدرسين حضروا الامتحانات، بينما بلغت نسبة الحضور في صفوف نظرائهم الأحرار 64 في المئة فقط.

وفي الوقت نفسه، تابع برادة: “سجلت الدورة 2145 مترشحا في وضعية إعاقة؛ 84 في المائة منهم متمدرسون، و16 في المائة أحرار”، مفيدا بأن 338 منهم تم إعداد امتحانات لهم لوحدهم، كما أن ثمة طلبة جاؤوا من بلدان غير مستقرة كسوريا، أعدت لهم مواضيع خاصة بهم كذلك، شأنهم شأن القادمين من إفريقيا، والسجناء..

في المحصلة، هذا “ما جعل الوزارة تعتمد أكثر من 500 موضوع”، حسب برادة، الذي شدد على أن عدم تسريب كل هذه المواضيع “يتطلب الدقة ونظاما دقيقا تحكمت فيه الوزارة سنة بعد سنة”، بتعبيره.

المصدر: هسبريس

شاركها.