اخبار المغرب

الغبار الأسود يخنق المحمدية.. هيئات بيئية تدق ناقوس الخطر وتطالب بمنع الفحم الحجري

دقت جمعيات بيئية بمدينة المحمدية ناقوس الخطر بسبب ما وصفته بـ”الوضع البيئي الكارثي”، الناتج عن استخدام الفحم الحجري في أنشطة إنتاج الطاقة، محذرة من تداعياته الصحية والبيئية الخطيرة على الساكنة والمجال الطبيعي للمنطقة.

وفي بيان استنكاري مشترك، عبرت أربع جمعيات فاعلة في المجال البيئي، وهي: جمعية زهور البيئة والتنمية المستدامة، وجمعية أصدقاء البيئة، وجمعية نقطة انطلاقة، ونادي الطلبة الخضر، عن رفضها القاطع لاستمرار استعمال الوسائل التقليدية الملوثة في توليد الطاقة، وعلى رأسها الفحم الحجري، الذي يخلف ما يعرف بـ”الغبار الأسود” الذي بات يغطي أحياء المحمدية ويشوه جماليتها.

وأشارت الجمعيات إلى أن هذا التلوث لا ينسجم إطلاقا مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة في مجال الانتقال الطاقي، والتي جعلت المغرب نموذجا دوليا في اعتماد الطاقات النظيفة والمتجددة، محذرة في الآن ذاته من استمرار استخدام الفحم الحجري يقوض هذه المكتسبات، ويهدد صحة المواطنين، بل ويحول “مدينة الزهور” إلى بؤرة تلوث خانقة.

وجاء في البيان أن “ما تعيشه المملكة من مشاريع طاقية كبرى بفضل رؤية جلالة الملك نصره الله، يجعل من المؤسف أن تستمر ممارسات بدائية تساهم في انبعاث الغازات الدفيئة، وتلحق أضرارا مباشرة بالمجال البيئي والصحي والاجتماعي، في تناقض صارخ مع الجهود الوطنية”.

ولفتت الجمعيات البيئية إلى أن الاعتماد على الفحم الحجري كوسيلة لإنتاج الطاقة يُعتبر من أكبر المسبّبات لانبعاثات الغازات الدفيئة، مما يُسهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمات البيئية والصحية والاجتماعية.

وأكدت أن تأثير هذا التلوث لا يقتصر على منطقتي المحمدية وبرشيد فقط، بل يمتد إلى مناطق أخرى مثل آسفي وجرادة وواد زم وبني ملال، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى.

وشددت أيضا على وجود مخاوف حقيقية وشكايات محلية مستمرة تتعلق بحجم الضرر الذي يمكن أن تُسببه هذه الملوثات، بسبب انتشار هذه المادة السوداء، التي أصبحت جزءًا من نسيج الحياة اليومية للسكان، موضحة أن الدراسات العلمية أثبتت أن هذه الممارسات تُؤدي إلى تدهور جودة الهواء، وبالتالي تُسهم في ارتفاع معدلات الإصابات الناتجة عن التلوث الصناعي.

وطالبت الجمعيات بالتوقيف الفوري لاستخدام الفحم الحجري كمصدر لإنتاج الطاقة بمدينة المحمدية، والانتقال إلى مصادر طاقية نظيفة ومستدامة تراعي سلامة البيئة وصحة المواطنين. كما دعت السلطات المحلية والجهات الحكومية المختصة إلى اتخاذ خطوات حازمة ومحاسبة الشركات التي لا تلتزم بمعايير حماية البيئة.

من جهته، قال محمد السحايمي، رئيس جمعية زهور البيئة والتنمية المستدامة، وخبير في المجال البيئي، إن جميع الفعاليات المدافعة عن البيئة تستنكر الوضع الذي آلت إليه مدينة المحمدية بسبب استخدام الفحم الحجري، أو ما يُصطلح عليه بـ”الغبار الأسود”، في مجموعة من الأنشطة، أبرزها الأنشطة الصناعية.

وأفاد السحايمي، في تصريح لجريدة ، أن استعمال الفحم الحجري في العديد من الأنشطة يُعدّ مجرد جزء من الوضعية التلوثية بمدينة المحمدية، وذلك على الرغم من المجهودات التي تبذلها الدولة المغربية في مجال الطاقات المتجددة، والتي جعلت منها واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال البيئي.

وأشار إلى أن “الغريب في الأمر هو أنه في مدينة المحمدية لا يزال البعض يستعمل طرقًا بدائية في إنتاج الطاقة الكهربائية”، مضيفًا أن “تهيئة المدينة ساهمت في انتشار الغبار الأسود داخل المنازل”.

وأضاف: “في الأشهر الأخيرة، تفاقم الوضع بعدما أصبحت رمال شواطئ المحمدية تكتسي اللون الأسود، وهذا يدق ناقوس خطر حقيقي يهدد ساكنة المدينة الغاضبة من هذه الوضعية البيئية المزرية”.

وتابع المتحدث نفسه: “بعض الجهات تضرب هذه المجهودات الطاقية في الصفر من أجل تحقيق أهداف ربحية، وهذا أمر غير مقبول بتاتًا، علمًا أن أغلب دول العالم تتجه نحو إنتاج الطاقة البديلة حفاظًا على بيئتها”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *