العلماء مطالبون بتمثل رسالة الأنبياء لإصلاح المجتمع
أكد عضو المجلس العلمي الأعلى، محمد الروكي، أمس الأحد خلال ندوة لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، على الرسالة السامية الملقاة على عاتق العلماء باعتبارها امتداداً لرسالة النبيّ وإرثا حيا لمنهجه وهديه.
أبرز الروكي في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في ندوة “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”، التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أربعة محاور رئيسية تُحدّد بصورة واضحة مهام العلماء في المجتمع المغربي الحديث. واستهل الروكي كلمته، بالتأكيد على ثبوت حجة الله على الناس بعد بعث الرسل، مشيرا إلى أن رسالة الرسل المبشرين والمُنذِرين كانت واضحة، مما يُلزم الجميع بالبحث عن الحقيقة وإتباع الدين الحنيف.
وانتقل الروكي إلى التأكيد على ختم النبوّة بمحمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن رسالته جمعت كل المحاسن التي تضمنتها الرسالات السابقة، مُشكّلةً خلاصة شاملة للدين الإسلامي. وركز الروكي بعد ذلك على مقاصد البعثة المحمدية، مُبيّناً أنّها تتركز في مجموعة من الأهداف الكبرى، منها تبليغ الدين، وإِسماع كلام الله، وإقامة الحجة والبرهان، وإصلاح النفوس والمجتمعات.
واستشهد المتحدث بآيات قرآنية وأحاديث نبوية لتوضيح هذه المقاصد والتحديات المُصاحبة لها. وفي المحور الأخير والذي أولاه الروكي عنايةً خاصة، وناقش رسالة العلماء في العصر الحديث وواجبهم في إصلاح المجتمع، مؤكدا أنها امتداد طبيعيّ لرسالة النبيّ صلى الله عليه وسلم ولمنهجه. وقد حدّد عدة مبادئ لمنهج الإصلاح منها التبليغ الحكيم، والإفهام الواضح، والقصد في المعنى، والإقتصاد في الكلام، إضافة إلى فقه الواقع وصيانة النفس، واستشهد المتحدث بأقوال للعُلماء الكبار مثل الإمام شافعي لتعزيز وجهة نظره.
واختتم عضو المجلس العلمي الأعلى كلمته بتأكيد أهمية التدّرج في عملية الإصلاح والاستناد إلى السنن الربانية في توجيه الجهد، داعياً إلى التعاون والتضافر بين العلماء والمؤسسات الدينية من أجل بناء مجتمع مغربي متماسك قائم على مبادئ الإسلام السّمحة.
المصدر: العمق المغربي