عبر سكان بمنطقة تنزولين التابع لإقليم زاكورة، عن سخطهم وقلقهم من تكرار تراكم الأزمات المتعلقة بملف الماء، مشيرين إلى أنهم يعانون من العطش وصعوبة الحصول على مياه الشرب منذ مدة طويلة، منتقدين غياب حلول فعلية، والاكتفاء بحلول ترقيعية لم تُسهم في تغيير الوضع الذي استمر على حاله لسنوات.
وأشار المتحدثون لجريدة “العمق”، إلى أن رغم أن ندرة التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة وطبيعة المنطقة الجغرافية، تعتبر عوامل رئيسية في هذه الأزمة، إلا أن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا الواقع، هو أمر غير مقبول، خاصة في ظل موجة الابتكارات التي يشهدها العالم في هذا المجال، وفق تعبيرهم.
وفي السياق نفسه، أوضح أكد محمد بنعمر، الباحث في مجال الجغرافيا، وأحد أبناء المنطقة، أن الطبيعة الجغرافية الصحراوية تعد السبب الرئيسي في هذه الإشكالية، إذ يؤدي المناخ الجاف إلى جفاف الفرشة المائية.
وأضاف أن موجة الجفاف التي عرفها المغرب عامة أثرت بشكل كبير على المنطقة، وهو أمر يمكن ملاحظته بوضوح من خلال الحالة المتدهورة لأشجار النخيل والزراعات الشوكية، المعروفة بقدرتها على مقاومة العطش، والتي أصبحت تعاني هي الأخرى.
واعتبر في تصريح لجريدة “العمق” أن هذه الصورة، المرتبطة بنباتات معروفة بصبرها على الجفاف، تُجسّد حجم الصبر والمعاناة التي تكابدها ساكنة المنطقة بشأن هذا الملف.
وتابع قوله: “رغم وجود صنابير الماء في عدد من الدواوير، فإنها غالبًا ما تكون جافة. وحتى عندما يتم اللجوء إلى الآبار، فإن ما يُعرف محليًا بـ “النكيس” لا يُثمر نتائج دائمة، بل غالبًا ما تفشل العملية أو تجف المياه بسرعة.
كما أشار الباحث إلى أن الإشكالية مناخية بالأساس، لكنها لا تُعفي المسؤولين ومدبّري ملف الماء في المنطقة من المسؤولية، مؤكدًا أن من غير المنطقي، في بيئة قاحلة كبيئة زاكورة ودرعة تافيلالت، أن تستمر زراعة البطيخ الأحمر (الدلاح)، المعروف باستنزافه الكبير للفرشة المائية، لسنوات دون أي تقنين أو تنظيم، خصوصًا في مناخ يتّسم بصيف شديد الحرارة وشتاء قارس، حيث تكاد تنعدم أوجه الاعتدال.
وأوضح أن العلم اليوم بات قادرًا على تقديم استراتيجيات علمية ناجعة وهادفة تُمكّن من تدبير مثل هذه الإشكالات بطريقة مستدامة وفعّالة.
من جانبه، اعتبر ياسين يوسف، المستشار الجماعي عن المعارضة بجماعة زاكورة، والمدير الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالمنطقة، أن إشكالية المياه هي إشكالية موروثة لدى المجالس المنتخبة، ولا تقتصر على منطقة معينة أو دوار أو جماعة، بل هي إشكال إقليمي، إن لم نقل جهوي.
وأضاف أن هذا لا يعني البقاء رهينة للإكراهات المرتبطة بالمشكل، دون السعي إلى بلورة حلول ممكنة لفائدة الساكنة التي تعاني بشدة من هذه الأزمة، حتى أن بعض المواطنين وجدوا أنفسهم مضطرين للتأقلم معها قسرًا لا اختيارًا.
كما انتقد ما وصفه بـ”التغوّل الثلاثي”، في إشارة إلى التكتل الانتخابي الذي يسير شؤون الجماعات، مؤكّدًا أن هذا التغوّل أثّر سلبًا على تدبير الشأن المحلي، حيث أصبح المجلس الجماعي منغلقًا على أفكاره، رافضًا التفاعل مع مقترحات المعارضة، التي جاءت أساسًا للتجاوب مع هموم المواطنين بعيدًا عن أي مزايدات سياسية.
واختتم تصريحه للجريدة بالتأكيد على أن الرهان اليوم ليس انتخابيًا، بل هو رهان اجتماعي وتنموي يمسّ جميع مواطني المنطقة دون استثناء.
المصدر: العمق المغربي