الطوزي يحذر البيجيدي من مخاطر التمسك بالإيديولوجيا على حساب الكفاءة (فيديو)
قدّم الباحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية، محمد الطوزي، تشخيصا لمرجعية حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن الحزب مؤسس على مرجعية إيديولوجية صلبة ولا يرتبط بتنظيم الإخوان المسلمين.
جاء ذلك، في مداخلة للطوزي في الندوة الفكرية التي نظمها حزب العدالة والتنمية لتقييم حصيلة وتجربة أداء الحزب على المستوى السياسي والتنموي والتنظيمي واستشراف آفاق عمله وأدواره استعدادا للمؤتمر الوطني التاسع للحزب المقرر عقده يومي السبت 26 والأحد 27 أبريل 2025.
وأوضح أن تحليله يعتمد على مقارنة مع حزب التقدم والاشتراكية، اللذان يشتركان في التحديات والمشكلات نفسها، مفسرًا ذلك بتحالفهما وعملهما معًا في بعض التجارب السياسية، مما يؤكد وجود قواسم مشتركة بينهما، أبرزها المرجعية الإيديولوجية.
وأشار المتحدث إلى أن هذه المرجعية تطرح عدة مشكلات تواجه الأحزاب ذات المرجعية الإيديولوجية عند الانتقال من موقع الخطاب إلى موقع التدبير، موضحا أن الاختلاف بين الكفاءات والدعوة يشكل عائقا هاما، حيث قد لا تتواجد الكفاءات الضرورية للتدبير دائما بين مناضلي الحزب والمشبعين بمرجعيته.
وأكد الباحث في العلوم السياسية، أن إدماج المنتمين الجدد في حزب ذو مرجعية إيديولوجية صلبة يتطلب وقتا أطول لتنميط مواصفاتهم وإدماجهم في المرجعية الحزبية.
كما أشار إلى أن موقع التدبير السياسي تفرض على الأحزاب ذات المرجعية الإيديولوجية تفضيل عوامل الكفاءة والخبرة على عوامل الشرعية الإيديولوجية والأخلاق، وهنا يبرز الاختلاف في الاختيار بين مناضلي الحزب الذين قد يفتقرون إلى كفاءات التدبير، والكفاءات الخارجية التي قد لا تكون متشبعّة بمرجعية الحزب.
وتأتي مداخلة الطوزي لتقدم تحليلا لمرجعية حزب العدالة والتنمية، مركزة على الفروق بين المرجعية الإيديولوجية ومتطلبات التدبير السياسي. ومؤكدة على أهمية الواقعية في فهم العمل السياسي وضرورة التكيف مع التغيرات والتطورات، بدلا من التمسك بالمسلّمات.
المصدر: العمق المغربي