الطبقة المتوسطة منهكة .. ومشاريع خطيرة تدمر الأسرة المغربية
الأربعاء 6 مارس 2024 00:00
قال عزيز رباح، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية ورئيس جمعية مبادرة الوطن أولا ودائما، إن “وضعية الطبقة المتوسطة بالمغرب صعبة، على هامش التضخم وغلاء الأسعار الذي تعيشه”، مؤكدا أن “دور الطبقة المتوسطة يعد حيويّا، فضمنها الموظّفون والتجار والفلاحون والمستثمرون في المهن الحرة، لذلك هي تلعب دوراً كبيراً جداً في المجتمع وفي تماسكه وفي الاقتصاد الوطني وتأطير القواعد المجتمعيّة وديمومة عدة قطاعات”.
وعلى صعيد آخر، قال رباح، متحدثا ضمن الندوة الوطنية التي تنظمها المبادرة سالفة الذكر حول موضوع “واقع ومستقبل الطبقة المتوسطة بالمغرب”، إن “أحد أسس مبادرة ‘الوطن أولاً ودائماً’ يقوم على تبنّي فلسفة تقوية مناعة المجتمع، لأن هناك مشاريع خطيرة تريدُ أن تدمر مناعة الأسرة وتضعف مكانتها”، مشيرا إلى أنه “بدون أسرة لن يكون هناك مجتمع ولا أمة ولا دولة ولا وطن، ولذلك تشجيع الأسرة ومحاصرة العزوف عن الزواج هو ضرورة اليوم”.
وأوضح المسؤول الحكومي السابق في حكومتي العدالة والتنمية أن هناك اليوم ضرورة لـ”محاصرة الطلاق، والتشجيع على الولادة، واحترام المرأة والرجل، وتأسيس العلاقات بعيداً عن منطق الشراكة الذي أخرجنا من العملية السليمة لبناء الأسرة”، مؤكدا أن “الاشتغال حول موضوعة الأسرة ينبغي أن يتم وفق هويتنا الوطنية، مع الانفتاح على عصرنا”، وزاد: “نحن لسنا جامدين، فالعصر يتغير؛ فلنأخذ ما هو إيجابي من عصرنا وما هو جيد وأصيل وخصب في ثقافتنا”.
وجوابا عن سؤال لهسبريس حول ما أثير على هامش المهرجان الوطني الذي نظمه حزب العدالة والتنمية حول إصلاح مدونة الأسرة من “تجديفات”، قال رباح: لم أعد أتابع مجريات الحزب بشكل كبير جدا، لكن أتصور عموما أن هناك تيارا كبيرا في المجتمع يريد تغيير المدونة، لكن في إطار الثوابت الوطنية للأمة المغربية”، مؤكدا في جواب متصل عن سؤال آخر لهسبريس حول عودته للحزب بأنه اعتزل السياسة بشكل نهائي، ولا ينوي نهائيا العودة إلى الحزب ذي المرجعية الإسلامية.
وأضاف المتحدث: “لم تكن تجربة عادية.. كانت تجربة أعتز وأفتخر بها. لكن ليس ضروريا أن تستمر لاعبا، من الممكن أن تصبح مدربا، لكن في مجالات أخرى تساهم في نهضة بلدنا”، مشيرا في سياق آخر إلى “سعي المبادرة إلى المساهمة في إشعاع المغرب والحضارة المغربية”، وزاد: “بلدنا له تاريخ وهوية وحضارة وآفاق مستقبلية واعدة، ودورنا أن نواصل هذا الإشعاع القوي حضاريا وثقافيا، سواء على المستوى العالمي أو الإفريقي أو العربي، وأيضا أن نساهم في الدفاع عن قضاياه بطرق جديدة”.
وعودة إلى موضوع الأسرة، الذي يحتل “مكانة جد اعتبارية ضمن النقاش العمومي”، أكد رباح أن “المبادرة” لم تقدم مذكرة، لكن “لديها أيضاً تصوّر للنقاش”، موضحا: “نحن نطالب مثلا بضرورة تأسيس مجلس وطني للأسرة، نحن نحتاجه الآن”، وأضاف: “أكرر أن الأسرة هي استمرار المجتمع، وهي ديمومة هذه الأمة، وبدونها لن يستمر المغاربة ولن تستمر أي جماعة؛ فلذلك أمنيتي أن نهتم أساسا بكيفية تقوية الأسرة لكي يستمر المغرب”.
وعن “تزويج القاصرات”، الذي يشغل حيزا حيويا ضمن نقاش تعديل مدونة الأحوال الشخصية، كما ينطوي على “أهمية كبيرة داخل نسق تفكير الجهات المحافظة بشكل عام”، قال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة سابقا إن “الزواج أحيانا يعد ضروريا للقاصر، ولهذا يتعين أن نجد حلا وسطا لهذا النقاش”، داعيا إلى “خلق مؤسسة تعنى بالقاصرات وتحميهن من الاستغلال السيئ، ليس في الزواج فقط بل بشكل عام”.
المصدر: هسبريس