قدم راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال لقاء داخلي، قراءة سياسية لمسار الحزب وأدواره في تجديد النخب وتكوين الكفاءات الوطنية، مؤكدا أن التجمع أصبح مدرسة سياسية قائمة على القيم والانضباط والمسؤولية.

وأوضح الطالبي العلمي اليوم السبت خلال المحطة السابعة لجولات “مسارات الانجازات” لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الدار البيضاء،  أن الجيل الجديد من الشباب داخل الحزب يشكل امتدادا للمؤسسين الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذا المشروع السياسي.

وأشار إلى أن التجمع استطاع بناء مسار متماسك منذ 2003، مرورا بمرحلة إعداد وتنفيذ المشاريع الكبرى، وصولا إلى إنجازات مثل القطار السريع البراق في 2018، وهو مشروع قال إنه كان ثمرة سنوات من العمل والتخطيط رغم الانتقادات التي رافقته في بداياته.

وفي سياق حديثه عن التحديات الفكرية والسياسية التي تواجه العمل الحزبي، قال الطالبي العلمي إن التجمع الوطني للأحرار يميز بين نوعين من العقول داخل المشهد السياسي:
العقول المتفهمة التي تستوعب معنى البناء والتخطيط للمستقبل، والعقول المتحجرة التي تعطل الإصلاح وتكتفي بإنتاج الشك والتشكيك.

وأضاف قائلا: “العقول المتفهمة هي التي تمر في التجمع وتخرج من هذه المدرسة لبناء مستقبل البلاد، أما العقول المتحجرة فلن تفهم ما نقوم به اليوم إلا بعد سنوات.”

وأشار إلى أن الانسجام داخل الحزب ليس شعارا، بل ممارسة يومية تنعكس في تنفيذ البرنامج الحكومي والالتزام بالتوجيهات الملكية، مؤكدا أن الحزب يضم اليوم ثلاثة آلاف منتخب إلى جانب برلمانيين ووزراء ومسؤولين في قطاعات متعددة، وهو ما يعكس تواجد العقول المتفهمة التي تراكم الخبرة وتتحمل المسؤولية.

وفي الجانب الاقتصادي، شدد الطالبي العلمي على أن الحزب ساهم في معالجة اختلالات المالية العمومية في مراحل مختلفة، مبرزا دور محمد بوسعيد في حماية التوازنات الماكرو اقتصادية خلال فترات صعبة.

وبخصوص ملفي الصحة والتعليم، أوضح الطالبي العلمي أن الإصلاح يحتاج إلى وقت وصبر، مشيرا إلى أن الخصاص في الأطباء، الذي يعود إلى قرارات اتخذت خلال سنوات سابقة، لا يمكن معالجته بشكل سريع، وأن تكوين الكفاءات الطبية المغربية يتطلب سنوات من العمل المتواصل.

واعتبر أن الانتقادات التي يتعرض لها الحزب لن تؤثر على مساره، مؤكدا أن التجمع الوطني للأحرار يعتمد على النفس الطويل والإرادة في خدمة الوطن والمواطنين، وأنه حزب يجمع “أبناء البلد” المؤمنين بقيم الولاء للملك والانتماء للمغرب.

وختم الطالبي العلمي بالتأكيد على أن مواجهة العقول المتحجرة لا تتم بالشعارات، بل بتكوين العقول المتفهمة القادرة على قيادة المستقبل، معتبرا أن التجمع سيواصل هذا المسار بوثيرة ثابتة رغم حملات التشويش.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.